كما لا أشكوك إلى ملائكتى إذا صعدت مساويك وفضائحك نسأل الله من عظيم لطفه وكرمه ستره الجميل فى الدنيا والآخرة .
بيان فضل النعمة على البلاء .
لعلك تقول هذه الأخبار تدل على أن البلاء خير فى الدنيا من النعم فهل لنا أن نسأل الله البلاء فأقول لا وجه لذلك لما روى عن رسول الله A أنه كان يستعيذ فى دعائه من بلاء الدنيا وبلاء الآخرة // حديث أنه A كان يستعيذ فى دعائه من بلاء الدنيا وبلاء الآخرة رواه أحمد من حديث بشر بن أبى أرطاة بلفظ أجرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة وإسناده جيد ولأبى داود من حديث عائشة اللهم إنى أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة وفيه بقية وهو مدلس ورواه بالعنعنة // وكان يقول هو والأنبياء عليهم السلام ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة // حديث كان يقول هو والأنبياء عليهم السلام ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أخرجه البخارى ومسلم من حديث أنس كان أكثر دعوة يدعو بها النبي A يقول اللهم آتنا فى الدنيا الحديث ولأبى داود والنسائى من حديث عبد الله بن السائب قال سمعت رسول الله A يقول ما بين الركنين ربنا آتنا الحديث // وكانوا يستعيذون من شماتة الأعداء وغيرها // حديث كان يستعيذ من شماتة الأعداء تقدم فى الدعوات // .
وقال على كرم الله وجهه اللهم إنى أسألك الصبر فقال A لقد سألت البلاء فاسأله العافية // حديث قال على رضى الله عنه اللهم إنى أسألك الصبر فقال A لقد سألت الله البلاء فسله العافية رواه الترمذى من حديث معاذ فى أثناء حديث وحسنه ولم يسم عليا وإنما قال سمع رجلا وله وللنسائى فى اليوم والليلة من حديث على كنت ساكنا فمر بى رسول الله A وأنا أقول الحديث وفيه فإن كان بلاء فصبرنى فضربه برجله وقال اللهم عافه واشفه وقال حسن صحيح // .
وروى الصديق رضى الله تعالى عنه عن رسول الله A أنه قال سلوا الله العافية فما أعطى أحد أفضل من العافية إلا اليقين // حديث أبي بكر الصديق سلوا الله العافية الحديث أخرجه ابن ماجه والنسائى فى اليوم والليلة بإسناد جيد وقد تقدم // وأشار باليقين إلى عافية القلب عن مرض الجهل والشك فعافية القلب أعلى من عافية البدن .
وقال الحسن C الخير الذى لا شر فيه العافية مع الشكر فكم من منعم عليه غير شاكر .
وقال مطرف بن عبد الله لأن أعافى فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر .
وقال A فى دعائه وعافيتك أحب إلى // حديث وعافيتك أحب إلى ذكره ابن اسحق فى السيرة فى دعائه يوم خرج إلى الطائف بلفظ وعافيتك أوسع لى وكذا رواه ابن أبى الدنيا فى الدعاء من رواية حسان بن عطية مرسلا ورواه أبو عبد الله بن منده من حديث عبد اللهبن جعفر مسندا وفيه من يجهل // وهذا أظهر من أن يحتاج فيه إلى دليل واستشهاد وهذا لأن البلاء صار نعمة باعتبارين أحدهما بالإضافة إلى ما هو أكثر منه إما فى الدنيا أو فى الدين والآخر بالإضافة إلى ما يرجى من الثواب فينبغى أن نسأل الله تمام النعمة فى الدنيا ودفع ما فوقه من البلاء ونسأله الثواب فى الآخرة على الشكر على نعمته فإنه قادر على أن يعطى على الشكر ما لا يعطيه على الصبر .
فإن قلت فقد قال لعضهم أود أن أكون جسرا على النار يعبر على الخلق كلهم فينجون وأكون أنا فى النار وقال سمنون C تعالى .
وليس لي في سواك حظ ... فكيفما شئت فاختبرنى