شريكا في قتله // حديث لو أن رجلا قتل بالمشرق ورضى بقتله آخر في المغرب كان شريكا في قتله لم أجد له أصلا بهذا اللفظ ولابن عدى من حديث أبى هريرة من حضر معصية فكرهها فكأنما غاب عنها ومن غاب عنها فأحبها فكأنما حضرها وتقدم في كتاب الأمر بالمعروف // وقد أمر الله تعالى بالحسد والمنافسة في الخيرات وتوقى الشرور فقال تعالى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وقال النبى A لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله حكمة فهو يبثها في الناس ويعلمها ورجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق // حديث لا حسد إلا في اثنتين الحديث أخرجه البخارى من حديث أبى هريرة ومسلم من حديث ابن مسعود وقد تقدم في العلم // وفي لفظ آخر ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار فيقول الرجل لو آتانى الله مثل ما آتى هذا لفعلت مثل ما يفعل .
وأما بغض الكفار والفجار والإنكار عليهم ومقتهم فما ورد فيه من شواهد القرآن والأخبار لا يحصى مثل قوله تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء وقال تعالى وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا وفي الخبر إن الله تعالى أخذ الميثاق على كل مؤمن أن يبغض كل منافق وعلى كل منافق أن يبغض كل مؤمن // حديث إن الله أخذ الميثاق على كل مؤمن أن يبغض كل منافق الحديث لم أجد له أصلا // وقال عليه السلام المرء مع من أحب // حديث المرء مع من أحب تقدم // وقال من أحب قوما ووالاهم حشر معهم يوم القيامة // حديث من أحب قوما ووالاهم حشر معهم أخرجه الطبرانى من حديث أبى قرصافة وابن عدى من حديث جابر من أحب قوما على أعمالهم حشر في زمرتهم زاد ابن عدى يوم القيامة وفي طريقه إسماعيل بن محيى التيمى ضعيف // وقال عليه السلام أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله // حديث أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله رواه أحمد وتقدم في آداب الصحبة // وشواهد هذا قد ذكرناها في بيان الحب والبغض في الله تعالى من كتاب آداب الصحبة وفي كتاب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فلا نعيده .
فإن قلت فقد وردت الآيات والأخبار بالرضا بقضاء الله تعالى // الأخبار الواردة في الرضا بقضاء الله رواها الترمذى من حديث سعد بن أبى وقاص من سعادة ابن آدم وضاه بما قسم الله D الحديث وقال غريب وتقدم حديث ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وحديث إن الله بقسطه جعل الروح والفرح في الرضا وتقدم في حديث الاستخارة واقدر لى الخير حيث كان ثم رضنى به وحديث من رضى من الله بالقليل من الرزق رضى منه بالقليل من العمل وحديث أسألك الرضا بالقضاء الحديث وغير ذلك // فإن كانت المعاصى بغير قضاء الله تعالى فهو محال وهو قادح في التوحيد وإن كانت بقضاء الله تعالى فكراهتها ومقتها كراهة لقضاء الله تعالى وكيف السبيل إلى الجمع وهو متناقض على هذا الوجه وكيف يمكن الجمع بين الرضا والكراهة في شيء واحد فاعلم أن هذا مما يلتبس على الضعفاء القاصرين عن الوقوف على أسرار العلوم وقد التبس على قوم حتى رأوا السكوت عن المنكر مقاما من مقامات الرضا وسموه حسن الخلق وهو جهل محض بل نقول الرضا والكراهة يتضادان إذا تواردا على شيء واحد من جهة واحدة على وجه واحد فليس من التضاد في شيء واحد أن يكرهه من وجه ويرضى به من وجه إذ قد يموت عدوك الذى هو أيضا عدو بعض أعدائك وساع في إهلاكه فتكره موته من حيث إنه مات عدو عدوك وترضاه من حيث إنه مات عدوك .
وكذلك المعصية لها وجهان وجه إلى الله تعالى من حيث إنه فعله واختياره وإرادته فيرضى به من هذا الوجه تسليما للملك إلى مالك الملك ورضا بما يفعله فيه ووجه إلى العبد من حيث إنه كسبه ووصفه وعلامة كونه ممقوتا عند الله وبغيضا عنده حيث سلط عليه أسباب البعد والمقت فهو من هذا الوجه منكر ومذموم .
ولا ينكشف هذا لك إلا بمثال