به فيقول لا ومقلب القلوب // حديث لا ومقلب القلوب أخرجه البخاري من حديث ابن عمر // .
وكان كثيرا ما يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالوا أو تخاف يا رسول الله قال وما يؤمنني والقلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء // حديث يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك الحديث أخرجه الترمذي من حديث أنس وحسنه والحاكم من حديث جابر وقال ابن أبي الدنيا صحيح على شرط مسلم ولمسلم من حديث عبد الله ابن عمرو اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك والنسائي في الكبرى و ابن ماجه والحاكم وصححه على شرط البخاري ومسلم من حديث النواس بن سمعان ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه والنسائي في الكبرى بإسناد جيد نحوه من حديث عائشة // وفي لفظ آخر إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه .
وضرب له A ثلاثة أمثلة فقال مثل القلب مثل العصفور يتقلب في كل ساعة // حديث مثل القلب مثل العصفور يتقلب في كل ساعة أخرجه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم والبيهقي في الشعب من حديث أبي عبيدة بن الجراح قلت رواه البغوي في معجمه من حديث أبي عبيد غير منسوب وقال لا ادري له صحبة أم لا // وقال A مثل القلب في تقلبه كالقدر إذا استجمعت غليانا // حديث مثل القلب في تقلبه كالقدر إذا استجمعت غليانا أخرجه أحمد والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري من حديث المقداد بن الأسود // وقال مثل القلب كمثل ريشة في أرض فلاة تقلبها الرياح ظهرا لبطن // حديث مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة الحديث أخرجه الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب من حديث أبي موسى الأشعري بإسناد حسن وللبزار نحوه من حديث أنس بإسناد ضعيف // وهذه التقلبات وعجائب صنع الله تعالى في تقلبها من حيث لا تهدي إليه المعرفة لا يعرفها إلا المراقبون والمراعون لأحوالهم مع الله تعالى .
والقلوب في الثبات على الخير والشر والتردد بينهما ثلاثة قلب عمر بالتقوى وزكا بالرياضة وطهر عن خبائث الأخلاق تنقدح فيه خواطر الخير من خزائن الغيب ومداخل الملكوت فينصرف العقل إلى التفكر فيما خطر له ليعرف دقائق الخير فيه ويطلع على أسرار فوائده فينكشف له بنور البصيرة وجهه فيحكم بأنه لا بد من فعله فيستحثه عليه ويدعوه إلى العمل به وينظر الملك إلى القلب فيجده طيبا في جوهره طاهرا بتقواه مستنيرا بضياء العقل معمورا بأنوار المعرفة فيراه صالحا لأن يكون له مستقرا ومهبطا فعند ذلك يمده بجنود لا ترى ويهديه إلى خيرات أخرى حتى ينجر الخير إلى الخير وكذلك على الدوام ولا يتناهى إمداده بالترغيب بالخير وتيسير الأمر عليه وإليه الإشارة بقوله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وفي مثل هذا القلب يشرق نور المصباح من مكشاة الربوبية حتى لا يخفى فيه الشرك الخفي الذي هو أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء فلا يخفى على هذا النور خافية ولا يروج عليه شيء من مكايد الشيطان بل يقف الشيطان ويوحي زخرف القول غرورا فلا يلتفت إليه وهذا القلب بعد طهارته من المهلكات يصير على القرب معمورا بالمنجيات التي سنذكرها من الشكر والصبر والخوف والرجاء والفقر والزهد والمحبة والرضا والشوق والتوكل والتفكر والمحاسبة وغير ذلك وهو القلب الذي أقبل الله D بوجهه عليه وهو القلب المطمئن المراد بقوله تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب وبقوله D يا أيتها النفس المطمئنة .
القلب الثاني القلب المخذول المشحون بالهوى المدنس بالأخلاق المذمومة والخبائث المفتوح فيه أبواب الشياطين المسدود عنه أبواب الملائكة ومبدأ الشر فيه أن ينقدح فيه خاطر من الهوى ويهجس فيه فينظر القلب إلى حاكم العقل ليستفتي منه ويستكشف وجه الصواب فيه فيكون العقل قد ألف خدمة الهوى وأنس به واستمر على استنباط الحيل له وعلى مساعدة الهوى فتستولي النفس وتساعد عليه فينشرح الصدر بالهوى وتنبسط فيه