المغتاب قال A المستمع أحد المغتابين // حديث المستمع أحد المغتابين أخرجه الطبراني من حديث ابن عمر نهى رسول الله A عن الغيبة وعن الاستماع إلى الغيبة وهو ضعيف // .
وقد روي عن أبي بكر وعمر Bهما أن أحدهما قال لصاحبه إن فلانا لنئوم ثم إنهما طلبا أدما من رسول الله A ليأكلا به الخبز فقال A قد ائتدمتما فقالا ما نعلمه قال بلى إنكما أكلتما من لحم أخيكما // حديث أن أبا بكر وعمر قال أحدهما لصاحبه إن فلانا لنئوم ثم طلبا أدما من رسول الله A فقال قد ائتدمتما فقالا ما نعلم فقال بلى ما أكلتما من لحم صاحبكما أخرجه أبو العباس الدغولي في الآداب من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا نحوه // فانظر كيف جمعهما وكان القائل أحدهما والآخر مستمعا وقال للرجلين اللذين قال أحدهما أقعص الرجل كما يقعص الكلب انهشا من هذه الجيفة // حديث انهشا من هذه الميتة قاله للرجلين اللذين قال أحدهما اقعص كما يقعص الكلب تقدم قبل هذا بإثني عشر حديثا // فجمع بينهما فالمستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلا أن ينكر بلسانه أو بقلبه إن خاف وإن قدر على القيام أو قطع الكلام بكلام آخر فلم يفعل لزمه وإن قال بلسانه اسكت وهو مشته لذلك بقلبه فذلك نفاق ولا يخرجه من الإثم ما لم يكرهه بقلبه ولا يكفي في ذلك أن يشير باليد أي اسكت أو يشير بحاجبه وجبينه فإن ذلك استحقار للمذكور بل ينبغي أن يعظم ذلك فيذب عنه صريحا وقال A من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على نصره أذله الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق // حديث من أذل عنده مؤمن وهو قادر على أن ينصره فلم ينصره أذله الله يوم القيامة على رءوس الخلائق أخرجه الطبراني من حديث سهل بن حنيف وفيه ابن لهيعة // وقال أبو الدرداء قال رسول الله A من رد عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة // حديث أبي الدرداء من رد عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت وفيه شهر بن حوشب وهو عند الطبراني من وجه آخر بلفظ رد الله عن وجهه النار يوم القيامة وفي رواية له كان له حجابا من النار وكلاهما ضعيف // وقال أيضا من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار // حديث من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار أخرجه والطبراني من رواية شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد // .
وقد ورد في نصرة المسلم في الغيبة وفي فضل ذلك أخبار كثيرة أوردناها في كتاب آداب الصحبة وحقوق المسلمين فلا نطول بإعادتها .
بيان الأسباب الباعثة على الغيبة .
اعلم أن البواعث على الغيبة كثيرة ولكن يجمعها أحد عشر سببا ثمانية منها تطرد في حق العامة وثلاثة تختص بأهل الدين والخاصة .
أما الثمانية فالأول أن يشفي الغيظ وذلك إذا جرى سبب غضب به عليه فإنه إذا هاج غضبه يشتفي بذكر مساويه فيسبق اللسان إليه بالطبع إن لم يكن ثم دين وازع وقد يمتنع تشفي الغيظ عند الغضب فيحتقن الغضب في الباطن فيصير حقدا ثابتا فيكون سببا دائما لذكر المساوي فالحقد والغضب من البواعث العظيمة على الغيبة .
الثاني موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء ومساعدتهم على الكلام فإنهم إذا كانوا يتفكهون بذكر الأعراض فيرى أنه لو أنكر عليهم أو قطع المجلس استثقلوه ونفروا عنه فيساعدهم ويرى ذلك من حسن المعاشرة ويظن أنه مجاملة في الصحبة وقد يغضب رفقاؤه فيحتاج إلى أن يغضب لغضبهم إظهارا للمساهمة في السراء والضراء فيخوض معهم في ذكر العيوب والمساوي .
الثالث أن يستشعر من إنسان أنه سيقصده ويطول لسانه عليه أو يقبح حاله عند محتشم أو يشهد عليه بشهادة