كان يدخل الجامع من باب الوراقين فلما كان بعد مدة عدل عنه وجعل دخوله من غيره وكنت مجترئا عليه فسألته عن ذلك فقال يا بني السبب فيه أنى في الجمعة الماضية أردت الدخول منه فصادفت عند الباب حدثين يتحدثان وكل واحد منهما مسرور بصاحبه فلما رأياني قالا أبو بكر قد جاء فتفرقا فجعلت على نفسي أن لا أدخل من باب فرقت فيه بين مؤتلفين .
فصل وقد يقع للنفس تأويل في مصاحبة الحدث الذي قد بدت زغبات الشعر .
على وجهه فتقول النفس هذا ليس بأمرد وإنما هو رجل فلا بأس بصحبته وإنما يقع لها هذا التأويل لما ينظر من هواه فيقال لها كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا إن كان لك ميل إليه وعندك التذاذ برؤيته فحكمه حكم الأمرد لأن المعنى في ذاك موجود في هذا ولو أن إنسانا التذ بالنظر إلى بنت شهرين لم يجز له النظر إليها أو إلى ابن خمسين سنة أما سمعت قول عائشة وقد سألها نسوة عن المسكر فقالت لو ظنت إحداكن أن ماء حبها يسكرها فلا تشربه .
واعلم أن كثيرا من الصبيان تحسن وجوهم بخروج زغبات الشعر فيزيدون بذلك في الحسن على المردان وقد افتتن بهم جماعة حتى قال أبو بكر بن داود في حبيبه .
ما لهم أنكروا سوادا بخديه ولا ينكرون ورد الغصون ... .
أخبرنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا