( 1 ) فمما كتبه Bه لبعض إخوانه وأجاد ووفى فيه من بيان حال السالك وآداب السلوك بالمراد قوله : .
( أما بعد فإن البدايات ) أي بدايات السلوك ( مجلات النهايات ) - بفتح الميم والجيم وتشديد اللام جمع مجلة - كذلك أي محل التجلي والظهور كالمرآة والمجالي والمظاهر التي تنجلي فيها الأمور فينجلي أمر نهاية السالك في ابتداء سلوكه وقد بين ذلك بقوله : ( وإن من كانت بالله بدايته كانت إليه نهايته ) . فمن كان في بدايته منقطعاً عن الأغيار متوجهاً بكليته إلى خدمة العزيز الغفار انتهى إلى أمر عظيم وفتح جسيم ومن كان ضعيف البداية فهو ضعيف النهاية .
( والمشتَغَل به أيها المريد الصادق هو الذي أحببته وسارعت إليه ) .
من الأعمال الصالحة التي تقربك إلى مولاك وتوصلك إلى حظيرة القدس التي تبلغ فيها مناك . فكن قرير العين بما سارعت إليه ولا تحتقر ما اشتغلت به من الطاعات فإنه هو الذي يقربك لديه .
( والمشتغل عنه هو المؤثر عليه ) .
أي أن الأمر الذي ينبغي أن تشتغل عنه ولا تلتفت إليه هو المؤثر - بفتح المثلثة - أي المقدم غيره عليه فإذا اشتغلت عن حظوظك الدنيوية ولم تحتفل بها بالكلية فقد آثرت أي قدمت خدمة ربك عليها فطب نفساً بما وفقت له منها فالمقصود من هذا الكلام تهييج السالك وإنهاض همته بمدح ما أقبل