( 10 ) الأعمالُ صُوَرٌ قائمةٌ وأرواحُها وجودُ سِرِّ الإخلاص فِيهَا .
يعني أن أعمال البر كصور قائمة أي أشباح وأرواحها التي بها حياتها وجود سر الإخلاص أي سرٌّ هو الإخلاص فيها . فمن عمل عملاً بلا إخلاص كان كمن أهدى جارية ميتة للأمير يبتغي بها الثواب وهو لا يستحق على ذلك إلا أنواع العقاب والمراد مطلق الإخلاص الشامل لأنواعه فإنه يختلف باختلاف الأشخاص . فإخلاص العُبَّاد سلامةُ أعمالهم من الرياء الجلي والخفي وكل ما فيه حظ للنفس فلا يعملون العمل إلا لله تعالى طلباً للثواب وهرباً من العقاب . وإخلاص المحبين هو العمل لله إجلالاً وتعظيماً لأنه تعالى أهل لذلك لا لقصد شيء مما ذكر . كما قالت رابعة العدوية : .
كلُّهم يعبدوك من خوف نار ويرون النجاة حظاً جزيلا .
أو بأن يسكنوا الجِنانَ فيحظُوا بقصور ويشربوا سلسبيلا .
ليس لي بالجِنانِ و النار حظ أنا لا أبتغي بحبي بديلا .
وأما إخلاص المقربين فهو شهودهم انفراد الحق بتحريكهم وتسكينهم مع التبرؤ من الحول والقوة فلا يعملون إلا بالله ولا يرون لأنفسهم عملاً