الفاء أي الطاعات الموافقة للشرع وترك ندمك على ما فعلته من وجود الزلات أي المعاصي التي توجد منك علامة موت قلبك ويفهم منه أن سرورك بالطاعة وحزنك على المعصية علامة حياته . لما في الحديث : " من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن " . فإن الأعمال الحسنة علامة على رضا الحق ورضاه يقتضي السرور . والأعمال السيئة علامة على غضبه وغضبه يقتضي الحزن . فمن Bه وفقه لصالح الأعمال . ومن غضب عليه تركه في زوايا الإهمال . أسأل الله التوفيق لأقوم طريق .
( 49 ) لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله تعالى فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه .
لما أفهم كلامه أن الندم على المعصية حياة القلب أشار بهذا إلى أن المراد الندم الذي لا يؤدي لليأس من رحمة الله تعالى . فالمطلوب أن تكون خائفاً راجياً فالخوف يحملك على التوبة من الذنب والرجاء يطمعك في القبول . فإن من عرف ربه باللطف والفضل والامتنان استصغر في جنب كرمه