قال وقالت المعتزلة لا يقال إنه نور إلا بالإضافة .
قال والصحيح عندنا أنه نور لا كالأنوار .
قال القرطبي وقول الأشعري إنه نور ليس كالأنوار لا يصح أن يريد أنه جسم نوراني ليس كالأجسام النورانية لمعرفتنا بمذهبه وتنزيه الله تعالى بل باعتبار أنه من نوره تستمد جميع الأنوار كما سمي العلم نورا والقرآن نورا لاستنارة القلوب به ويسمى النبي نور لأنه منير في ذاته ويستنير به غيره والمنير في ذاته بنوره الذاتي والمنير غيره بنوره الفعلي هو الله وحده .
وقال بعضهم إن العرب تسمي كل ما جلا الشبهات وأزال الإلتباس وأوضح الحق نورا قال تعالى وأنزلنا إليكم نورا النساء 174 يعني القرآن وعلى هذا المعنى سمى نبيه سراجا منيرا .
قال الخطابي ولا يجوز أن يتوهم أن الله تعالى نور من الأنوار فإن النور يضاد الظلمة وتعاقبه فتزيله وتعالى الله عن أن يكون له ضد .
وفي صحيح مسلم عن أبي ذر Bه قال سألت رسول الله A هل رأيت ربك قال نور أنى أراه وصحفه بعضهم فقال نوراني والمعنى غلبني نور أو غشيني نور كيف أراه فأنى استفهام على جهة الإستبعاد لغلبة النور على بصره كنور الشمس فإنه يغشى البصر ويحيره إذا نظر إليه