@ 188 @ $ بسم الله الرحمن الرحيم $ ( ^ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ( 1 ) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته ) * * * * * $ تفسير سورة الفتح $ .
وهي مدنية في قولهم جميعا ، وعن بعضهم : انها نزلت بين مكة والمدينة عند منصرفه من الحديبية ، قاله مسور بن مخرمة ومروان وغيرهما . وروى مالك عن زيد بن أسلم ، عن ابيه ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله في سفر فقال : ' لقد انزلت البارحة علي سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها ، ثم قرأ : ( ^ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) أخرجه البخاري عن ( القعنبي ) عن مالك . .
وروي عن أنس رضي الله عنه أنه قال : لما انصرفنا من مكة وقد منعنا من نسكنا ، وبنا من الحزن والكآبة شيء عظيم ، فأنزل الله تعالى هذه السورة ، فقال النبي : ' هي أحب إلي من جميع الدنيا ' . .
قوله تعالى : ( ^ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) أي : قضينا لك قضاء بينا . ومعنى القضاء هو الحكم بالنصرة على الأعداء ، والفتح في اللغة هو انفتاح المنغلق ، وقيل : هو الفرح المزيل الهم ، ومنه انفتاح المسألة ، وهو انكشاف البيان الذي يؤدي إلى البغية ، وأما معنى ما وقع عليه اسم الفتح ، فالأكثرون من العلماء والمفسرين على أنه صلح الحديبية ، فإن قيل : كيف يكون الصلح فتحا ؟ وإن كان فتحا للمسلمين فهو فتح للكفار أيضا ؛ لأن الصلح يشتمل على الجانبين ، والجواب عنه : أنه قد أشكل هذا على عمر ، ' فإنه لما أنزل الله تعالى هذه السورة ، قال عمر : يا رسول الله ، أفتح هو ؟