@ 189 @ قال : نعم ' . .
وقيل : إنه أعظم فتح كان في الإسلام ؛ لأنه لما صالح مع المشركين ووداعهم فكان قد صالح على وضع الحرب عشر سنين ، فاختلط المشركون مع المسلمين بعد ذلك ، وسمعوا القرآن ، ورأوا ما عليه رسول الله وأصحابه فرغبوا في الإسلام ، وأسلم في مدة الصلح من المشركين أكثر مما كان أسلم في مدة الحرب ، وكثر سواد الإسلام ، وأسلم في هذه المدة : خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعثمان بن طلحة العبدري ، وكثير من وجوه المشركين ، وقد كان في غزوة الحديبية بيعة الرضوان ، ووعد فتح خيبر وظهور الروم على الفرس ، وكان ذلك من معجزات الرسول ، وكان ذلك مما سر المسلمين وساء المشركين ؛ لأن المسلمين كانوا يودون ظهور أهل الكتاب ، والمشركون كانوا يودون ظهور الفرس والعجم فحقق الله ما يوده المسلمون وكان المشركون قالوا حين ظهرت الفرس على الروم : كما ظهر الفرس على الروم كذلك نحن نظهر عليكم ، فحين أظهر الله الروم على الفرس كان ذلك علامة لظهور المسلمين على المشركين . وقيل في الحديبية : هو إباحة الحلق والنحر قبل بلوغ الهدي محله ، وفي الآية قول آخر : وهو أن المراد من الفتح هو فتح مكة ، وذلك لأن الله تعالى وعده فتح مكة في غزوة الحديبية . .
قوله تعالى : ( ^ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) قال ثعلب معناه : كي يغفر الله لك ، فاللام بمعنى كي ، قال : وحقيقة المعنى هو أنه يجمع لك المغفرة مع الفتح ، فيتم عليك النعمة بها . وقال أبو حاتم السجستاني النحوي : معنى قوله : ( ^ ليغفر لك الله ) أي : ليغفرن الله لك ، فلما أسقط النون خفض اللام . .
وقوله : ( ^ ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) أي : ما تقدم من ذنبك قبل زمان النبوة ، وما تأخر عن زمان النبوة ، وقيل : ما تقدم من ذنبك قبل الفتح ، وما تأخر عن الفتح . وعن الثوري قال : ما كان وما يكون مالم تفعله ، وأنت فاعله ، فكأنه غفر له قبل الفعل .