@ 136 @ ( ^ والجبال أوتادا ( 7 ) وخلقناكم أزواجا ( 8 ) وجعلنا نومكم سباتا ( 9 ) وجعلنا الليل لباسا ( 10 ) ) . أنه سحر أو شعر أو كهانة ، فذكر الله تعالى الدلائل عليهم في التوحيد ، وأن ما أنزله حق وصدق ، وعدد نعمه عليهم ، ليعترفوا به ويشكروه . .
قوله تعالى : ( ^ مهادا ) أي : بساطا وفراشا والنعمة في تذليلها وتوطئتها لهم . .
وقوله : ( ^ والجبال أوتادا ) قال ابن عباس : لما خلق الله تعالى الأرض جعلت تكفأ - وحرك ابن عباس يده - فخلق الله الجبال وأرساها بها - أي : أثبتها - فهي أوتاد الأرض ، كما يثبت الشيء على الحائط بالوتد . .
وقوله : ( ^ وخلقناكم أزواجا ) أي : أصنافا وموضع النعمة هي سكون بعضهم إلى بعض ، فالرجل والمرأة زوج ، وكذلك السماء والأرض ، والليل والنهار ، وغير ذلك من الخلق ، وقيل : أزواجا أي : متآلفين ، تألفون أزواجكم ، وتألفكم أزواجكم . .
وقوله : ( ^ وجعلنا نومكم سباتا ) قال ثعلب : قطعا لأعمالكم ، وأصل السبات هو التمدد والسكون . .
والمعنى : أنهم ينقطعون عن الحركة بالليل فيسكنون ويستريحون ، وقيل : سباتا أي : راحة . .
وقال الشاعر : .
ومطوية ( الأقتاب ) أما نهارها % فسبت وأما ليلها فزميل ) .
أي قطيع . .
وقوله تعالى : ( ^ وجعلنا الليل لباسا ) أي : سترا لكم ، وهو مذكور على طريق المجاز ، ووجهه أن ظلمة الليل لما غشيت كل إنسان كما يغشاه اللباس ، سماه لباسا