@ 281 @ ( ^ ( 6 ) التي تطلع على الأفئدة ( 7 ) إنها عليهم مؤصدة ( 8 ) في عمد ممددة ( 9 ) ' لينبذن في الحطمة ' يعني : نفسه وماله ، وسميت النار حكمة ؛ لأنها تأكل كل شيء . .
يقال : رجل حُطَمة أي : أكول ، وقيل : لأنها تكسر كل شيء من الحطم وهو الكسر . .
وقوله : ( ^ وما أدراك ما الحكمة ) قد بينا . .
وقوله : ( ^ نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ) يعني : يصل ألمها ووجعها إلى الفؤاد . .
قال محمد بن كعب القرظي : تأكل النار أجسادهم ، فإذا وصلت النار إلى القلب أعيدوا كما كانوا ، وتعود النار إلى أكلهم فهكذا أبدا . .
وقوله : ( ^ إنها عليهم مؤصدة ) قال ابن عباس وأبو هريرة : مطبقة ، وقيل : مغلقة . .
يقال : أصدت الباب أي أغلقته . .
وقوله : ( ^ في عمد ) وقرئ ' في عمد ممددة ' بفتح العين ورفعه ، وقرأ الأعمش وطلحة ويحيى بن وثاب : ' بعمد ممدة ' وهو معنى القراءة المعروفة ، وعن بعضهم : أن العمد الممدة هي الأغلال في أعناقهم ، وعن بعضهم : [ هو ] القيود في أرجلهم ، وعن بعضهم : قيود على قبرهم من نار يعذبون فيها ، وأولى الأقاويل هو أنها مطبقة بعمد يعني : مسدودة لا يخرج منها غمر ، ولا يدخلها روح . .
وعن قتادة : يعذبون بالعمد ، وهي جمع عمود . .
وعن أبي جعفر القارئ : أنه بكى مرة حين قرئت هذه السورة عليه ، فقيل له : ما يبكيك يا أبا جعفر ؟ قال : أخبرني زيد بن أسلم أن أهل النار لا يتنفسون فذلك أبكاني . .
وقوله : ( ^ ممدة ) وقيل : مطولة ، ويقال : ممدودة . .
وذكر النقاش في تفسيره : أنه يبقى رجل من المؤمنين في النار ألف سنة يقول : يا حنان ، يا منان ، وهو في شعب من شعاب النار ، فيقول الله لجبريل : أخرج عبدي من النار ، فيجيء جبريل - عليه السلام - فيجد النار مؤصدة أي : مطبقة ، فيعود ويقول : يا رب ، إني وجدت النار مؤصدة ،