2 - بشير التوراة بمحمد .
والكلام في تبشير نبينا محمد بمن تقدمه من الأنبياء حتى يتضح لك أن هذه سنة الله D في انبيائه عليهم السلام .
فمن ذلك ما ثبت في التوراة في الفصل السابع عشر من السفر الأول منها قال الله سبحانه لإبراهيم وقد سمعت قولك في إسماعيل وها أنا مبارك فيه وأثمره وأكثره بمأذ مأذ انتهى قوله بمأذ مأذ هو اسم محمد بالعبرانية وهذا صريح في البشارة بنبينا محمد .
وفي الفصل الثالث والثلاثين من السفر الخامس من التوراة ما لفظه يا الله الذي تجلى نوره من طور سينا وأشرق نوره من جبل سيعير ولوح به من جبل فاران وأتى ربوة القدس بشريعة نور من يمينه لهم انتهى .
هذا نص التوراة المعربة تعريبا صحيحا وقد حكى هذا اللفظ من نقل عن التوراة بمخالفة لما هنا يسيرة هكذا جاء الله من طور سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران وفي لفظ تجلى الله من طور سيناء أو مجيئه من طور سيناء الخ .
قال جماعة من العلماء إن معنى تجلى نور الله سبحانه من طور سيناء أو مجيئه من طور سيناء هو إنزاله التوراة على موسى بطور سيناء ومعنى إشراقه من جبل سيعير إنزاله الإنجيل على المسيح وكان المسيح من سيعير أو ساعير وهي أرض الخليل من قرية منها تدعى ناصرة وباسمها سمي اتباعه نصارى ومعنى لوح به من جبل فاران أو استعلن من جبل فاران إنزاله القرآن على محمد وجبال فاران هي جبال مكة بلا خلاف بين علماء المسلمين وأهل