عليهم ولا سيما بعد موت موسى وقيام أنبياء بني إسرائيل فإنها وقعت بينهم قصص يطول شرحها وكانوا يقاتلون من عبد الأصنام ويستحلون دماءهم ويحشدهم على ذلك أتباع موسى وأحبار الملة اليهودية وكل نبي يبعثه الله من أنبياء بني إسرائيل يوجب على بني إسرائيل قتال من يعبد الأصنام وغزوهم إلى ديارهم وقد اشتملت التوراة أيضا على حكاية ما كان من أخبار الأنبياء قبل موسى وما كان بينهم من الدعاء إلى التوحيد والفرار من الشرك والتنفير عنه .
ومن نصوص التوراة ما ذكر في الفصل العشرين منها من السفر الثاني ولفظه أنا الله ربك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية لا يكون لك معبود آخر من دوني لا تصنع لك منحوتا ولا شبها لما في السماء من العلو وما في الأرض مثلا وما تحت الأرض لا تسجد لهم ولا تعبدها لأني الله ربك القادر الغيور انتهى وكرر هذا في مواضع منها غير هذا الموضع وفي الفصل السادس والعشرين من السفر الثالث في التوراة ما لفظه ولا تصنعوا لكم أوثانا ومنحوتا ونصبا ولا تصنعوا لكم حجرا من خزف لا تصنعوا في بلدكم لتسجدوا له أنا الله ربكم انتهى وفي التوراة من النصوص المفيدة لهذا المعنى ما يصعب الإحاطة به ويتعسر الذكر لجميعه .
وفي الفصل الثالث والعشرين من كتاب يوشع بن نون ما لفظه وإياكم معبوداتهم لا تذكروا ولا تحلفوا ولا تعبدوهم ولا تسجدوا لهم بل الله ربكم وبه تتمسكون كما فعلتم إلى هذا اليوم وفي كتابه نصوص كثيرة قاضية بإثبات التوحيد وكذلك في كتب من بعده من أنبياء بني إسرائيل الذين لهم كتب مدونة وقفنا عليها وهم صمويل الصبي ثم اليسع ثم داود ثم سليمان ثم عزرا الكابت وهو المسمى في القرآن عزير ثم إيليا ثم عوبد ثم أيوب ثم أشعيا بن أموص وهو المسمى في القرآن إلياس وفي السفر الثاني من أسفار الملوك من التوراة أن الله رفعه إلى السماء ثم أرميا ثم حزقيال ثم دانيال ثم هوشع وهو المسمى يوشع ثم يونان وهو