ولكن تستطعمه قلت إن عاد قحطوا فبعثوا وفدا لهم يقال له قيل فمر بمعاوية بن بكر فاقام عنده شهرا يسقيه الخمر وتغنيه جاريتان يقال لهما الجرادتان فلما مضى الشهر خرج إلى جبال مهرة فقال اللهم إنك تعلم لم أجيء الى مريض فاداويه ولا الى أسير فافاديه اللهم اسق عاداما كنت تسقيه فمرت به سحابات سود فنودي منها اختر فأومأ الى سحابة منها سوداء فنودي منها خذها رمادا رمدا لا تبقي من عاد أحدا قال فلما بلغني أنه أرسل عليهم الريح الا بقدر ما يجري في خاتمي هذا حتى هلكوا قال أبو وائل وصدق وكانت المرأة أو الرجل اذا بعثوا وافدا لهم قالوا لا يكن كوافد عاد وقد رواه الترمذي والنسائي من حديث أبي المنذر سلام بن سليمان به ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن ابي شيبة عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بن ابي النجود عن الحارث البكري ولم يذكر أبا وائل وهكذا رواه الامام احمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث والصواب عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث كما تقدم .
وفادة عبد الرحمن بن أبي عقيل مع قومه .
قال أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله اسحاق بن محمد بن يوسف السوسي أنبأنا أبو جعفر محمد ابن محمد بن عبد الله البغدادي أنبانا علي بن الجعد [ ثنا ] عبد العزيز ثنا احمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو خالد يزيد الاسدي ثنا عون بن ابي جحيفة عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي عن عبد الرحمن ابن أبي عقيل قال انطلقت في وفد الى رسول الله A فاتيناه فأنخنا بالباب وما في الناس رجل أبغض الينا من رجل نلج عليه فلما دخلنا وخرجنا فما في الناس رجل أحب الينا من رجل دخلنا عليه قال فقال قائل منا يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان قال فضحك رسول الله A ثم قال فلعل صاحبك عند الله أفضل من ملك سليمان إن الله D لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة فمنهم من اتخذها دنيا فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فاهلكوا وان الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لامتي يوم القيامة .
قدوم طارق بن عبد الله واصحابه .
روى الحافظ البيهقي من طريق أبي خباب الكلبي عن جامع بن شداد المحاربي حدثني رجل من قومي يقال له طارق بن عبد الله قال إني لقائم بسوق ذي المجاز إذ أقبل رجل عليه جبة وهو يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ورجل يتبعه يرميه بالحجارة وهو يقول يا أيها الناس إنه كذاب فقلت من هذا فقالوا هذا غلام من بني هاشم يزعم أنه رسول الله قال قلت من هذا الذي يفعل به هذا قالوا هذا عمه عبد العزى قال فلما أسلم الناس وهاجروا خرجنا من الربذة