هاجت لاعور دار الحي احزانا ... واستبدلت بعد عبد القيس حسانا ... وقد ارانا بها الشمل مجتمع ... اذ بالنخيلة قتلى جند مهرانا ... اذ كان سار المثنى بالخيول لهم ... فقتل الزحف من فرس وجيلانا ... سما لمهران والجيش الذي معه ... حتى ابادهم مثنى ووحدانا ... فصل .
ثم بعث امير المؤمنين عمر بن الخطاب سعد بن ابي وقاص الزهري احد العشرة في ستة آلاف اميرا على العراق وكتب الى جرير عبدالله والمثنى بن حارثة ان يكونا تبعا له وان يسمعا له ويطيعا فلما وصل الى العراق كانا معه وكانا قد تنازعا الامرة فالمثنى يقول لجرير انما بعثك امير المؤمنين مددا الى ويقول جرير انما بعثني اميرا عليك فلما قدم سعد وقاص على امر العراق انقطع نزاعهما قال ابن اسحاق وتوفي المثنى بن حارثة في هذه السنة كذا قال ابن اسحق والصحيح ان بعث عمر سعدا انما كان في اول سنة اربع عشرة كما سيأتي .
ذكر اجتماع الفرس على يزدجر بعد اختلافهم .
كان شيرين قد جمع آل كسرى في القصر الابيض وامر بقتل ذكرانهم كلهم وكانت ام يزدجر فيهم ومعها ابنها وهو صغير فواعدت اخواله فجاؤا واخذوه منها وذهبوا الى بلادهم فلما وقع ما وقع يوم البويب وقتل من قتل منهم كما ذكرنا وركب المسلمون اكتافهم وانتصروا عليهم وعلى اخذ بلدانهم ومحالهم واقاليمهم ثم سمعوا بقدوم سعد بن ابي وقاص من جهة عمر اجتمعوا فيما بينهم واحضروا الاميرين الكبيرين فيهم ووهما رستم والفيرزان فتذامروا فيما بينهم وتواصوا وقالوا لهما لئن لم تقوما بالحرب كما ينبغي لنقتلنكم ونشتفى بكما ثم رأوا فيما بينهم ان يبعثوا خلف نساء كسرى من كل فج ومن كل بقعة فمن كان لها ولد من آل كسرى ملكوه عليهم فجعلوا اذا اتوا بالمرأة عاقبوها هل لها ولد وهي تنكر ذلك خوفا على ولدها ان كان لها ولد فلم يزالوا حتى دلوا على ام يزدجرد فاحضروها واحضروا ولدها فملكوه عليهم وهو ابن احدى وعشرين سنة وهو من ولد شهريار بن كسرى وعزلوا بوران واستوثقت الممالك له واجتمعوا عليه وفرحوا به وقاموا بين يديه بالنصر اتم قيام واستفحل امره فيهم وقويت شوكتهم به وبعثوا الى الاقاليم والرساتيق فخلعوا الطاعة للصحابة ونقضوا عهودهم وذممهم وبعث الصحابة الى عمر بالخبر فامرهم عمر ان يتبرزوا من بين ظهرانيهم