ما امر به امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه كما تقدم في رواية سيف بن عمر فسارا حتى نزلا على ذي الكلاع فبعث هرقل بطريقا يقال له توذرا في جيش معه فنزل بمرج دمشق وغربها وقد هجم الشتاء فبدأ ابو عبيد بمرج الروم وجاء امير اخر من الروم يقال له شنس وعسكر معه كثيف فنازله ابو عبيدة فاشتغلوا به عن توذرا فسار توذرا نحو دمشق لينازلها وينتزعها من يزيد ابن ابي سفيان فاتبعه خالد بن الوليد وبرر اليه يزيد بن ابي سفيان من دمشق فاقتتلوا وجاء خالد وهم في المعركة فجعل يقتلهم من ورائهم ويزيد يفصل فيهم من امامهم حتى أناموهم ولم يفلت منهم الا الشارد وقتل خالد توذرا واخذوا من الروم اموالا عظيمة فاقتسماها ورجع يزيد الى دمشق وانصرف خالد الى ابي عبيدة فوجده قد واقع شنس بمرج الروم فقاتلهم فيه مقاتلة عظيمة حتى انتنت الارض من زهمهم وقتل ابو عبيدة شنس وركبوا اكتافهم الى الى حمص فنزل عليها يحاصرها .
وقعة حمص الاولى .
لما وصل ابو عبيدة في اتباعه الروم المنهزمين الى حمص نزل حولها يحاصرها ولحقه خالد بن الوليد فحاصروها حصارا شديدا وذلك في زمن البرد الشديد وصابر اهل البلد رجاء ان يصرفهم عنهم شدة البرد وصبر الصحابة صبرا عظيما بحيث انه ذكر غير واحد ان من الروم من كان يرجع وقد سقطت رجله وهي في الخف والصحابة ليس في ارجلهم شىء سوى النعال ومع هذا لم يصب منهم قدم ولا اصبع ايضا ولم يزالوا كذلك حتى انسلخ فصل الشتاء فاشتد الحصار واشار بعض كبار اهل حمص عليهم بالمصافحة فابوا عليه ذلك وقالوا انصالح والملك منا قريب فيقال إن الصحابة كبروا في بعض الايام تكبيرة ارتجت منها المدينة حتى تفطرت منها بعض الجدران ثم تكبيرة اخرى فسقطت بعض الدور فجاءت عامتهم الى خاصتهم فقالوا الا تنظرون الى ما نزل بنا وما نحن فيه الا تصالحون القوم عنا قال فصالحوهم على ما صالحوا عليه اهل دمشق على نصف المنازل وضرب الخراج على الاراضي واخذ الجزية على الرقاب بحسب الغني والفقر وبعث ابو عبيدة بالاخماس والبشارة الى عمر مع عبدالله بن مسعود وانزل ابو عبيدة بجمص جيشا كثيفا يكون بها مع جماعة من الامراء منهم بلال والمقداد وكتب ابو عبيدة الى عمر يخبره بان هرقل قد قطع الماء الى الجزيرة وانه يظهر تارة ويخفى اخرى فبعث اليه عمر يامره بالمقام ببلده وقعة قنسرين لما فتح ابو عبيدة حمص بعث خالد بن الوليد الى قنسرين فلما جاءها ثار اليه اهلها ومن عندهم من نصارى العرب فقاتلهم خالد فيها قتالا شديدا وقتل منهم خلقا كثيرا فاما من هناك من الروم فابادهم وقتل اميرهم ميتاس واما الاعراب فانهم اعتذروا اليه بان هذا القتال لم يكن عن راينا