فمن أمرائه عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وأبو الأعور السلمي وحبيب بن مسلم وذو الكلاع الحميري وعبيد الله بن عمر بن الخطاب وشرحبيل بن السمط وحمزة بن مالك الهمداني وربما اقتتل الناس في اليوم مرتين وذلك في شهر ذي الحجة بكماله وحج بالناس في هذه السنة عبد الله ابن عباس عن أمر علي له بذلك فلما انسلخ ذوالحجة ودخل المحرم تداعى الناس للمتاركة لعل الله أن يصلح بينهم على أمر يكون فيه حقن دمائهم فكان ما سنذكره .
ثم دخلت سنة سبع وثلاثين .
استهلت هذه السنة وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب Bه متواقف هو ومعاوية بن أبي سفيان Bه كل منهما في جنوده بمكان يقال له صفين بالقرب من الفرات شرقي بلاد الشام وقد اقتتلوا في مدة شهر ذي الحجة كل يوم وفي بعض الأيام ربما اقتتلوا مرتين وجرت بينهم حروب يطول ذكرها والمقصود أنه لما دخل شهر المحرم تحاجز القوم رجاء أن يقع بينهم مهادنة وموادعة يؤول أمرها إلى الصلح بين الناس وحقن دمائهم فذكر ابن جرير من طريق هشام عن أبي مخنف مالك حدثني سعيد بن المجاهد الطائي عن محل بن خليفة أن عليا بعث عدي بن حاتم ويزيد ابن قيس الأرحبي وشبيث بن ربعي وزياد بن حفصة إلى معاوية فلما دخلوا عليه وعمرو بن العاص إلى جانبه قال عدي بعد حمد الله والثناء عليه أما بعد يا معاوية فأنا جئناك ندعوك إلى أمر يجمع الله به كلمتنا وأمرنا وتحقن به الدماء ويأمن به السبل ويصلح ذات البين إن ابن عمك سيد المسلمين أفضلها سابقة وأحسنها في ألاسلام أثرا وقد استجمع له الناس وقد أرشدهم الله بالذي رأوا فلم يبق أحد غيرك وغير من معك من شيعتك فانته يا معاوية لا يصبك الله وأصحابك مثل يوم الحمل فقال له معاوية كأنك إنما جئت مهددا ولم تأت مصلحا هيهات والله يا عدي كلا والله إني لابن حرب لا يقعقع لي بالشنان أما والله إنك لمن المجلبين علي ابن عفان وإنك لمن قتلته وإني لأرجو أن تكون ممن يقتله الله به وتكلم شبيث بن ربعي وزياد بن حفصة فذكرا من فضل علي وقالا اتق الله يا معاوية ولا تخالفه فأنا والله ما رأينا رجلا قط أعمل بالتقوى ولا أزهد في الدنيا ولا أجمع لخصال الخير كلها منه فتكلم معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فانكم دعوتموني إلى الجماعة والطاعة فأما الجماعة فمعنا هي وأما الطاعة فكيف أطيع رجلا أعان على قتل عثمان وهو يزعم أنه لم يقتله ونحن لا نرد ذلك عليه ولا نتهمه به ولكنه آوى قتلته فيدفعهم إلينا حتى نقتلهم ثم نحن نجيبكم إلى الطاعة والجماعة فقال له شبيث بن ربعي أنشدك الله يا معاوية لو تمكنت من عمار أكنت قاتله بعثمان قال معاوية لو تمكنت من ابن سمية ما قتلته بعثمان ولكني كنت قتلته بغلام عثمان فقال له شبيث بن ربعي وإله الأرض والسماء لا تصل إلى قتل عمار حتى تندر الرؤس