إنى على بيعتى لمعاوية فجمع زياد سبعين من أهل الكوفة فقال اكتبوا شهادتكم على حجر وأصحابه ففعلوا ثم أوفدهم إلى معاوية وبلغ الخبر عائشة فأرسلت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى معاوية تسأله أن يخلى سبيلهم فلما دخلوا على معاوية قرأ كتاب زياد فقال معاوية اخرجوا بهم إلى عذراء فاقتلوهم هناك فذهبوا بهم ثم قتلوا منهم سبعة ثم جاء رسول معاوية بالتخلية عنهم وأن يطلقوهم كلهم فوجدوا قد قتلوا منهم سبعة وأطلقوا السبعة الباقين ولكن كان حجر فيمن قتل فى السبعة الأول وكان قد سألهم أن يصلى ركعتين قبل أن يقتلوه فصلى ركعتين فطول فيهما وقال إنهما لأخف صلاة صليتها وجاء رسول عائشة بعد ما فرغ من شأنهم فلما حج معاوية قالت له عائشة أين عزب عنك حلمك حين قتلت حجرا فقال حين غاب عني مثلك من قومى ويروى أن عبد الرحمن بن الحارث قال لمعاوية اقتلت حجر بن الأدبر فقال معاوية قتله احب إلى من أن أقتل معه مائة ألف وقد ذكر ابن جرير وغيره عن حجر بن عدى واصحابه انهم كانوا ينالون من عثمان ويطلقون فيه مقالة الجور وينتقدون على الأمراء ويسارعون فى الانكار عليهم ويبالغون فى ذلك ويتولون شيعة على ويتشددون فى الدين ويروى أنه لما اخذ فى قيوده سائرا من الكوفة إلى الشام تلقته بناته فى الطريق وهن يبكين فمال نحوهن فقال إن الذى يطعمكم ويكسوكم هو الله وهو باق لكن بعدى فعليكن بتقوى الله وعبادته وإنى إما أن أقتل فى وجهى وهى شهادة أو أن ارجع إليكن مكرما والله خليفتى عليكم ثم انصرف مع أصحابه فى قيوده ويقال إنه أوصى أن يدفن فى قيوده ففعل به ذلك ولكن صلوا عليهم ودفنوهم مستقبل القبلة رحمهم الله وسامحهم وقد قالت امراة من المتشيعات ترثى حجرا وهند بنت زيد بن مخرمة الأنصارية ويقال إنها لهند أخت حجر فالله أعلم ... ترفع أيها القمر المنير ... تبصر هل ترى حجرا يسير ... يسير إلى معاوية بن حرب ... ليقتله كما زعم الأمير ... يرى قتل الخيار عليه حقا ... له من شر أمته وزير ... ألا يا ليت حجرا مات يوما ... ولم ينحر كما نحر البعير ... تجبرت الجبابر بعد حجر ... وطاب لها الخورنق والسدير ... واصبحت البلاد له محولا ... كأن لم يحيها مزن مطير ... ألا يا حجر حجر بن عدى ... تلقتك السلامة والسرور ... أخاف عليك ما أردى عديا ... وشيخا فى دمشق له زبير ... فان تهلك فكل زعيم قوم ... من الدنيا إلى هلك يصير