عزل معاوية سمرة بن جندب عن البصرة وكان زياد استخلفه عليها فأقره معاوية ستة أشهر وولى عليها عبد الله بن عمرو بن غيلان وروى ابن جرير وغيره عن سمرة أنه قال لما عزله معاوية لعن الله معاوية لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبنى أبدا وهذا لا يصح عنه وأقر عبد الله بن خالد بن أسيد على نيابة الكوفة وكان زياد قد استخلفه عليها فأبقاه معاوية وقدم فى هذه السنة عبيد الله بن زياد على معاوية فأكرمه وسأله عن نواب أبيه على البلاد فأخبره عنهم ثم ولاه إمرة خراسان وهو ابن خمس وعشرين سنة فسار إلى مقاطعته وتجهز من فوره غاديا إليها فقطع النهر إلى جبال بخارا ففتح رامس ونصف بيكند وهما من معاملة بخارا ولقى الترك هناك فقاتلهم قتالا شديدا وهزمهم هزيمة فظيعة بحيث إن المسلمين أعجلوا امرأة الملك أن تلبس خفيها فلبست واحدة وتركت أخرى فأخذها المسلمون فقوموا جواهرها بمائتى ألف درهم وغنموا مع ذلك غنائم كثيرة وأقام عبيد الله بخراسان سنتين وفى هذه السنة حج بالناس مروان بن الحكم نائب المدينة وكان على الكوفة عبد الله بن خالد بن أسيد وقيل بل كان عليها الضحاك بن قيس وكان على البصرة عبد الله بن غيلان .
ذكر من توفى فيها من الاعيان .
اسامة بن زيد بن حارثة الكلبى .
أبو محمد المدنى مولى رسول الله A وابن مولاه وحبه وابن حبه وأمه بركة أم أيمن مولاة رسول الله A وحاضنته ولاه رسول الله الأمره بعد مقتل أبيه فطعن بعض الناس فى إمرته فقال رسول الله ص إن تطعنوا فى إمارته فقد طعنتم فى إمرة ابيه من قبله وايم الله إن كان لخليقا بالامارة وإن كان لمن أحب الناس إلى بعده وثبت فى صحيح البخارى عنه أن رسول الله كان يجلس الحسن على فخذه ويجلس أسامة على فخذه الاخرى ويقول اللهم إنى أحبهما فأحبهما وفضائله كثيرة توفى رسول الله وعمره تسع عشرة سنة وكان عمر إذا لقيه يقول السلام عليك أيها الأمير وصحح أبو عمر بن عبد البر أنه توفى فى هذه السنة وقال غيره سنة ثمان أو تسع وخمسين وقيل توفى بعد مقتل عثمان فالله أعلم .
ثوبان بن مجدد مولى رسول الله A تقدمت ترجمته فى مواليه ومن كان يخدمه عليه السلام أصله من العرب فأصابه سبى فاشتراه رسول الله A فأعتقه فلزم رسول الله سفرا وحضرا فلما مات أقام بالرملة ثم انتقل إلى حمص فابتنى بها دارا ولم يزل بها حتى مات فى هذه السنة على الصحيح وقيل سنة أربع واربعين وهو غلط ويقال إنه توفى بمصر والصحيح بحمص .
جبير بن مطعم تقدم أنه توفى سنة خمسين