ابن يزيد الجهنى قال أبو معشر والواقدى وحج بالناس فيها الوليد بن عتبة بن أبى سفيان وفيها ولى معاوية الكوفة لعبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن ربيعة الثقفى ابن أم الحكم وأم الحكم هى أخت معاوية وعزل عنها الضحاك بن قيس فولى ابن أم الحكم على شرطته زائدة بن قدامة وخرجت الخوارج فى أيام ابن أم الحكم وكان رئيسهم فى هذه الوقعة حيان بن ضبيان السلمى فبعث إليهم جيشا فقتلوا الخوارج جميعا ثم إن ابن أم الحكم أساء السيرة فى أهل الكوفة فأخرجوه من بين أظهرهم طريدا فرجع إلى خاله معاوية فذكر له ذلك فقال لأولينك مصرا هو خير لك فولاه مصر فلما سار إليها تلقاه معاوية بن خديج على مرحلتين من مصر فقال له ارجع إلى خالك معاوية فلعمرى لا ندعك تدخلها فتسير فيها وفينا سيرتك فى إخواننا أهل الكوفة فرجع ابن أم الحكم إلى معاوية ولحقه معاوية بن خديج وافدا على معاوية فلما دخل عليه وجد عنده أخته أم الحكم وهى أم عبد الرحمن الذى طرده أهل الكوفة واهل مصر فلما رآه معاوية قال بخ بخ هذا معاوية بن خديج فقالت أم الحكم لامر حبابه تسمع بالمعيدى خير من أن تراه فقال معاوية بن خديج على رسلك يا أم الحكم أما والله لقد تزوجت فما أكرمت وولدت فما أنجبت أردت أن يلى ابنك الفاسق علينا فيسير فينا كما سار فى إخواننا أهل الكوفة فما كان الله ليريه ذلك ولو فعل ذلك لضربناه ضربا يطأطىء منه رأسه أو قال لضربنا ما صاصا ؟ ؟ منه وإن كره ذلك الجالس فالتفت إليها معاوية فقال كفى .
قصة غريبة .
ذكرها ابن الجوزى فى كتابه المنتظم بسنده وهو أن شابا من بنى عذرة جرت له قصة مع ابن أم الحكم وملخصها أن معاوية بينما هو يوما على السماط إذا شاب من بنى عذرة قد تمثل بين يديه فأنشده شعرا مضمونه التشوق إلى زوجته سعاد فاستدناه معاوية واستحكاه عن أمره فقال يا أمير المؤمنين إنى كنت مزوجا بابنة عم لى وكان لى إبل وغنم وأنفقت ذلك عليها فلما قل ما بيدى رغب عنى أبوها وشكانى إلى عاملك بالكوفة ابن أم الحكم وبلغه جمالها فحبسنى فى الحديد وحملنى على أن أطلقها فلما انقضت عدتها أعطاها عاملك عشرة آلاف درهم فزوجه إياها وقد أتيتك يا أمير المؤنين وأنت غياث المحزون الملهوف المكروب وسند المسلوب فهل من فرج ثم بكى وأنشأ يقول ... فى القلب منى نار والنارفيها شرار ... والجسم منى نحيل ... واللون فيه اصفرار ... والعين تبكى بشجو ... فدمعها مدرار ... والحب ذا عبر ... فيه الطبيب يحار