إلى الرمال والجبال فقال له جزاك الله خيرا فقد نصحت وأشفقت وسار الحسين إلى مكة فاجتمع هو وابن الزبير بها وبعث الوليد إلى عبد الله بن عمر فقال بايع ليزيد فقال إذا بايع الناس باينت فقال رجل إنما تريد أن تختلف الناس ويقتتلون حتى يتفانوا فاذا لم يبق غيرك بايعوك فقال ابن عمر لا أحب شيئا مما قلت ولكن إذا بايع الناس فلم يبق غيرى بايعت وكانوا يتخوفونه وقال الواقدى لم يكن ابن عمر بالمدينة حين قدم نعى معاوية وإنما كان هو وابن عباس بمكة فلقيهما وهما مقبلان منها الحسين وابن الزبير فقال ما وراءكما قالا موت معاوية والبيعة ليزيد بن معاوية فقال لهما ابن عمر اتقيا الله ولا تفرقا بين جماعة المسليمن وقدم ابن عمر وابن عباس إلى المدينة فلما جاءت البيعة من الأمصار بايع ابن عمر مع الناس وأما الحسين وابن الزبير فانهما قدما مكة فوجدا بها عمرو بن سعيد بن العاص فخافاه وقالا إنا جئنا عواذا بهذا البيت .
وفى هذه السنة فى رمضان منها عزل يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة عن إمرة المدينة ؟ ؟ واضافها إلى عمرو بن سعيد بن العاص نائب مكة فقدم المدينة فى رمضان وقيل فى ذى القعدة وكان متآلها متكبرا وسلط عمرو بن الزبير وكان عدوا لأخيه عبد الله على حربه وجرده له وجعل عمرو بن سعيد يبعث البعوث إلى مكة لحرب ابن الزبير وقد ثبت فى الصحيحين أن أبا شريح الخزاعى قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة إيذن لى أيها الأمير أن أحدثك حديثا قام به رسول الله ص الغد من يوم الفتح سمعته أذناى ووعاه قلبى حين تكلم به إنه حمد الله وأثنى عليه وقال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس وإنه لم يحل القتال فيها لأحد كان قبلى ولم تحل لأحد بعدى ولم تحل لى إلا ساعة من نهار ثم قد صارت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب وفى رواية فان أحد ترخص بقتال رسول الله ص فيها فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم فقيل لأبى شريح ما قال لك فقال قال لى نحن أعلم بذلك منك يا أبا شريح إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة .
قال الواقدى ولى عمرو بن سعيد شرطة المدينة عمرو بن الزبير فتتبع أصحاب أخيه ومن يهوى هواه فضربهم ضربا شديدا حتى ضرب من جملة من ضرب أخاه المنذر بن الزبير وإنه لا بد أن يأخذ أخاه عبد الله فى جامعة من فضة حتى يقدم به على الخليفة فضرب المنذر بن الزبير وابنه محمد بن المنذر وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وعثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام وخبيب بن عبد الله بن الزبير ومحمد بن عمار بن ياسر وغيرهم ضربهم من الأربعين إلى الخمسين إلى الستين جلدة وفر منه عبد الرحمن بن عثمان التيمى وعبد الرحمن بن عمرو بن سهل فى أناس من مكة ثم جاء العزم من يزيد إلى عمرو بن سعيد فى تطلب ابن الزبير وأنه لا يقبل منه وإن