على هذه النسوة أحد ولا يقتل هذا الغلام احد ومن اخذ من متاعهم شيئا فليرده عليهم قال فوالله ما رد احد شيئا فقال له على بن الحسين جزيت خيرا فقد دفع الله عنى بمقالتك شرا قالوا ثم جاء سنان بن انس إلى باب فسطاط عمر بن سعد فنادى بأعلى صوته ... أو قر ركابى فضة وذهبا ... أنا قتلت الملك المحجبا ... قتلت خير الناس اما وأبا ... وخيرهم إذ ينسبون نسبا ... .
فقال عمر بن سعد أدخلوه على فلما دخل رماه بالسوط وقال ويحك أنت مجنون والله لو سمعك ابن زياد تقول هذا لضرب عنقك ومن عمر بن سعد على عقبة بن سمعان حين أخبره أنه مولى فلم ينج منهم غيره والمرفع بن يمانة أسر فمن عليه ابن زياد وقتل من أصحاب الحسين اثنان وسبعون نفسا فدفنهم أهل الغاضرية من بنى أسد بعد ما قتلوا بيوم واحد قال ثم أمر عمر بن سعد أن يوطأ الحسين بالخيل ولا يصح ذلك والله أعلم وقتل أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون نفسا وروى عن محمد بن الحنفية أنه قال قتل مع الحسين سبعة عشر رجلا كلهم من أولاد فاطمة وعن الحسن البصرى أنه قال قتل مع الحسين ستة عشر رجلا كلهم من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبه وقال غيره قتل معه من ولده إخوته وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا فمن أولاد على رضى الله عنه جعفر والحسين والعباس ومحمد وعثمان وابو بكر ومن أولاد الحسين على الأكبر وعبد الله ومن أولاد أخيه الحسن ثلاثة عبد الله والقاسم وأبو بكر بنو الحسن بن على ابن أبى طالب ومن أولاد عبد الله بن جعفر اثنان عون ومحمد ومن أولاد عقيل جعفر وعبد الله وعبد الرحمن ومسلم قتل قبل ذلك كما قدمنا فهؤلاء أربعة لصلبه واثنان آخران هما عبد الله بن مسلم بن عقيل ومحمد بن أبى سعيد بن عقيل فكملوا ستة من ولد عقيل وفيهم يقول الشاعر .
... واندبى تسعة لصلب على ... قد أصيبوا وستة لعقيل ... وسمى النبى غودر فيهم ... قد علوه بصارم مصقول ... .
وممن قتل مع الحسين بكربلاء أخوه من الرضاعة عبد الله بن بقطر وقد قيل إنه قتل قبل ذلك حيث بعث معه كتابا إلى أهل الكوفة فحمل إلى ابن زياد فقتله وقتل من أهل الكوفة من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلا سوى الجرحى فصلى عليهم عمر بن سعد ودفنهم ويقال إن عمر بن سعد أمر عشرة فرسان فداسوا الحسين بحوافر خيولهم حتى ألصقوه بالأرض يوم المعركة وأمر برأسه أن يحمل من يومه إلى ابن زياد مع خولى بن يزيد الأصبحى فلما انتهى به إلى القصر وجده مغلقا فرجع به إلى منزله فوضعه تحت إجانة وقال لامرأته نوار بنت مالك جئتك بعز الدهر فقالت وما هو فقال برأس الحسين فقالت جاء الناس بالذهب والفضة وجئت أنت برأس ابن بنت