وقد رواه مسلم والترمذى من حديث صخر بن جويرية وقال الترمذى حسن صحيح وقد رواه أبو الحسن على بن محمد بن عبد الله بن أبى سيف المدائنى عن صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر فذكره مثله .
ولما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم فقال ابن مطيع إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب فقال لهم ما رأيت منه ما تذكرون وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواضبا على الصلاة متحريا للخير يسأل عن الفقه ملازما للسنة قالوا فان ذلك كان منه تصنعا لك فقال وما الذى خاف منى أو رجا حتى يظهر إلى الخشوع أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه وإن لم يطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا قالوا إنه عندنا لحق وإن لم يكن رأيناه فقال لهم أبى الله ذلك على أهل الشهادة فقال إلا من وشهد بالحق وهم يعلمون ولست من أمركم فى شىء قالوا فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نوليك أمرنا قال ما أستحل القتال على ما تريدوننى عليه تابعا ولا متبوعا قالوا فقد قاتلت مع أبيك قال جيئونى بمثل أبى أقاتل على مثل ما قاتل عليه فقالوا فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا قال لو أمرتهما قاتلت قالوا فقم معنا مقاما تحض الناس فيه على القتال قال سبحان الله آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه إذا ما نصحت لله فى عباده قالوا إذا نكرهك قال إذا آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق وخرج إلى مكة .
وقال أبو القاسم البغوى حدثنا مصعب الزبيرى ثنا ابن أبى حازم عن هشام عن زيد بن أسلم عن أبيه أن ابن عمر دخل وهو معه على ابن مطيع فلما دخل عليه قال مرحبا بأبى عبد الرحمن ضعوا له وسادة فقال إنما جئتك لأحدثك حديثا سمعته من رسول الله ص يقول من نزع يدا من طاعة فانه يأتى يوم القيامة لا حجة له ومن مات مفارق الجماعة فانه يموت موته جاهلية وهكذا رواه مسلم من حديث هشام بن سعد عن زيد عن أبيه عن ابن عمر به وتابعه إسحاق بن عبد الله ابن أبى طلحة عن زيد بن أسلم عن أبيه وقد رواه الليث عن محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم عن ابن عمر فذكره وقال أبو جعفر الباقر لم يخرج أحد من آل أبى طالب 2 ولا من بنى عبد المطلب أيام الحرة ولما قدم مسلم بن عقبة المدينة أكرمه وأدنى مجلسه واعطاه كتاب أمان وروى المدائنى أن مسلم بن عقبة بعث روح بن زنباع إلى يزيد ببشارة الحرة فلما أخبره بما وقع قال واقوماه ثم دعا الضحاك بن قيس الفهرى فقال له ترى ما لقى أهل المدينة فما الذى يجبرهم قال الطعام والأعطية فأمر بحمل الطعام إليهم وأفاض عليهم أعطيته وهذا خلاف ما ذكره كذبة الروافض