إن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته وذكروا عنه غير ذلك والله أعلم بصحة ذلك وقال عبد الرحمن بن أبى مدعور حدثنى بعض أهل العلم قال آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية اللهم لا تؤاخذنى بما لم أحبه ولم أرده واحكم بينى وبين عبيد الله بن زياد وكان نقش خاتمه آمنت بالله العظيم .
مات يزيد بجوارين من قرى دمشق فى رابع عشر ربيع الأول وقيل يوم الخميس للنصف منه سنة أربع وستين وكانت ولايته بعد موت أبيه فى منتصف رجب سنة ستين وكان مولده فى سنة خمس وقيل سنة ست وقيل سبع وعشرين ومع هذا فقد اختلف فى سنه ومبلغ أيامه فى الامارة على أقوال كثيرة وإذا تأملت ما ذكرته لك من هذه التحديدات انزاح عنك الأشكال من هذا الخلاف فان منهم من قال جاوز الأربعين حين مات فالله أعلم ثم حمل بعد موته إلى دمشق وصلى عليه ابنه معاوية بن يزيد أمير المؤمنين يومئذ ودفن بمقابر باب الصغير وفى أيامه وسع النهر المسمى بيزيد فى ذيل جبل قاسيون وكان جدولا صغيرا فوسعه أضعاف ما كان يجرى فيه من الماء .
وقال ابن عساكر حدثنا أبو الفضل محمد بن محمد بن الفضل بن المظفر العبدى قاضى البحرين من لفظه وكتبه لى بخطه قال رأيت يزيد بن معاوية فى النوم فقلت له أنت قتلت الحسين فقال لا فقلت له هل غفر الله لك قال نعم وادخلنى الجنة قلت فالحديث الذى يروى أن رسول الله ص رأى معاوية يحمل يزيد فقال رجل من أهل الجنة يحمل رجلا من أهل النار فقال ليس بصحيح قال ابن عساكر وهو كما قال فان يزيد بن معاوية لم يولد فى حياة النبى ص وإنما ولد بعد العشرين من الهجرة .
وقال أبو جعفر بن حرير .
أولاد يزيد بن معاوية وعددهم .
فمنهم معاوية بن يزيد بن معاوية يكنى أبا ليلى وهو الذى يقول فيه الشاعر ... إنى أرى فتنة قدحان أولها ... والملك بعد أبى ليلى لمن غلبا ... .
وخالد بن يزيد يكنى أبا هاشم كان يقال إنه أصاب علم الكيمياء وأبو سفيان وأمهما أم هاشم بنت أبى هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وقد تزوجها بعد يزيد بن مروان بن الحكم وهى التى يقول فيها الشاعر .
... أنعمى أم خالد ... رب ساع كقاعد