أو غابوا ويقيم الحدود ويسد الأمور فلما مات معاوية قام بأعباء بيعة يزيد ابنه ثم لما مات يزيد بايع الناس لمعاوية بن يزيد فلما مات معاوية بن يزيد بايعه الناس من دمشق حتى تجتمع الناس على إمام فلما اتسعت البيعة لابن الزبير عزم على المبايعة له فخطب الناس يوما وتكلم فى يزيد بن معاوية وذمه فقامت فتنة فى المسجد الجامع حتى اقتتل الناس فيه بالسيوف فسكن الناس ثم دخل دار الامارة من الخضراء وأغلق عليه الباب ثم اتفق مع بنى أمية على أن يركبوا إلى حسان ابن مالك بن بحدل وهو بالأردن فيجتمعوا عنده على من يراه أهلا للامارة وكان حسان يريد أن يبايع لابن أخته خالد بن يزيد ويزيد ابن ميسون وميسون بنت بحدل أخت حسان فلما ركب الضحاك معهم انخذل بأكثر الجيش فرجع إلى دمشق فامتنع بها وبعث إلى امراء الأجناد فبايعهم لابن الزبير وسار بنو أمية ومعهم مروان وعمرو بن سعيد وخالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية حتى اجتمعوا بحسان بن مالك بالجابية وليس لهم قوة طائلة بالنسبة إلى الضحاك بن قيس فعزم مروان على الرحيل إلى ابن الزبير ليبايعه ويأخذ امانا منه لبنى أمية فانه كان قد امر بأجلائهم عن المدينة فسار حتى وصل إلى أذعارت فلقيه عبيد الله بن زياد مقبلا من العراق فاجتمع به ومعه حصين بن نمير وعمرو بن سعيد بن العاص فحسنوا إليه أن يدعو إلى نفسه فانه أحق بذلك من ابن الزبير الذى قد فارق الجماعة وخلع ثلاثة من الخلفاء فلم يزالوا بمروان حتى أجابهم إلى ذلك وقال له عبيد الله بن زياد وأنا ذاهب لك إلى الضحاك إلى دمشق فأخدعه لك وأخذل أمره فسار إليه وجعل يركب إليه كل يوم ويظهر له الود والنصحية والمحبة ثم حسن له أن يدعو إلى نفسه ويخلع ابن الزبير فانك أحق بالأمر منه لأنك لم تزل فى الطاعة مشهورا بالأمانة وابن الزبير خارج عن الناس فدعا الضحاك الناس إلى نفسه ثلاثة أيام فلم يصمد معه فرجع إلى الدعوة لابن الزبير ولكن انحط بها عند الناس ثم قال له ابن زياد إن من يطلب ما تطلب لا ينزل المدن والحصون وإنما ينزل الصحراء ويدعو إليه بالجنود فبرز الضحاك إلى مرج راهط فنزله وأقام ابن زياد بدمشق وبنو أمية بتدمر وخالد وعبد الله عند خالهم حسان بالجابية فكتب ابن زياد إلى مروان يأمره أن يظهر دعوته فدعا إلى نفسه وتزوج بأم خالد بن يزيد وهى أم هاشم بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة فعظم أمره وبايعه الناس واجتمعوا عليه وسار إلى مرج راهط نحو الضحاك بن قيس وركب إليه عبيد الله بن زياد وأخوه عباد بن زياد حتى اجتمع مع مروان ثلاثة عشر ألفا وبدمشق من جهته يزيد بن أبى النمر وقد أخرج عامل الضحاك منها وهو يمد مروان بالسلاح والرجال وغير ذلك ويقال كان نائبه على دمشق يومئذ عبد الرحمن بن أم الحكم وجعل مروان على ميمنته عبيد الله بن زياد وعلى ميسرته عمرو بن سعيد بن العاص وبعث الضحاك