عبد الملك بن مروان وهذا يرى رأيا آخر والله سبحانه وتعالى أعلم .
قال ابن جرير وحج بالناس فى هذه السنة عبد الله بن الزبير وكان عامله على المدينة أخوه عبيد الله وعلى الكوفة عبد الله بن يزيد الخطمي وعلى قضائها سعيد بن المرزبان وامتنع شريح أن يحكم فى زمان الفتنة وعلى البصرة عمر بن معمر التيمى وعلى قضائها هشام بن هبيرة وعلى خراسان عبد الله بن خازم وكان فى آواخر هذه السنة وقعة مرج راهط كما قدمنا وقد استقر ملك الشام لمروان بن الحكم وذلك بعد ظفره بالضحاك بن قيس وقتله له فى الوقعه وقيل إن فيها دخل مروان مصر وأخذها من نائبها الذى من جهة ابن الزبير وهو عبد الرحمن بن جحدر واستقرت يد مروان على الشام ومصر وأعمالها والله أعلم .
وقال الواقدى لما أراد ابن الزبير هدم البيت شاور الناس فى هدمها فأشار عليه جابر بن عبد الله وعبيد بن عمير بذلك وقال ابن عباس أخشى أن يأتى بعدك من يصدمها فلا تزال تهدم حتى يتهاون الناس بحرمتها ولكن أرى أن تصلح ما يتهدم من بنيانها ثم إن ابن الزبير استخار الله ثلاثة أيام ثم غدا فى اليوم الرابع فبدأ ينقض الركن إلى الأساس فلما وصلوا إلى الأساس وجدوا أصلا بالحجر مشبكا كأصابع اليدين فدعا ابن الزبير خمسين رجلا فأمرهم أن يحفروا فلما ضربوا بالمعاول فى تلك الأحجار المشبكة أرتجت مكة فتركه على حاله ثم أسس عليه البناء وجعل للكعبة بابين موضوعين بالأرض باب يدخل منه وباب يخرج منه ووضع الحجر الأسود بيده وشدة بفضة لأنه كان قد تصدع وزاد فى وسع الكعبة عشرة أذرع ولطخ جدرانها بالمسك وسترها بالديباج ثم اعتمر من مساجد عائشة وطاف بالبيت وصلى وسعى وأزال ما كان حول الكعبة من الزبالة وما كان حولها من الدماء وكانت الكعبة قد وهت من أعلاها إلى أسفلها من حجارة المنجنيق واسود الركن وانصدع الحجر الأسود من النار التى كانت حول الكعبة وكان سبب تجديد ابن الزبير لها ما ثبت فىالصحيحين من حديث عائشة المتقدم ذكره والله أعلم .
ثم دخلت سنة خمس وستين .
فيها اجتمع إلى سليمان بن صرد نحو من سبعة عشر ألفا كلهم يطلبون الأخذ بثأر الحسين ممن قتله قال الواقدى لما خرج الناس إلى النخيلة كانوا قليلا فلم تعجب سليمان قلتهم فأرسل حكيم ابن منقذ فنادى فى الكوفة بأعلى صوته يا ثارات الحسين فلم يزل ينادى حتى بلغ المسجد الأعظم فسمع الناس فخرجوا إلى النخيلة وخرج أشراف الكوفة فكانوا قريبا من عشرين ألفا أو يزيدون فى ديوان سليمان بن صرد فلما عزم على المسير بهم لم يصف معه منهم سوى أربعة آلاف فقال