وستين كما ذكره ابن جرير وغيره ولكن بعث الرؤس إلى ابن الزبير فى هذه السنة متعذر لأن العداوة كانت قد قويت وتحققت بين المختار وابن الزبير فى هذه السنة وعما قليل أمر ابن الزبير أخاه مصعبا أن يسير إلى البصرة إلى الكوفة لحصار المختار وقتله والله أعلم .
مقتل المختار بن أبى عبيد على يدى مصعب ابن الزبير .
كان عبد الله بن الزبير قد عزل فى هذه السنة عن نيابة البصرة الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومى المعروف بالقباع وولاها لأخيه مصعب بن الزبير ليكون ردا وقرنا وكفؤا للمختار فلما قدم مصعب البصرة دخله متلثما فيمم المنبر فلما صعده قال الناس أمير أمير فلما كشف اللثام عرفه الناس فأقبلوا إليه وجاء القباع فجلس تحته بدرجة فلما اجتمع الناس قام مصعب خطيبا فاستفتح القصص حتى بلغ إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا وأشار بيده نحو الشام أو الكوفة ثم قال ونريد نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض وأشار الى الحجاز وقال يا أهل البصرة إنكم تلقبون أمراءكم وقد سميت نفسى الجزار فاجتمع عليه الناس وفرحوا به ولما انهزم أهل الكوفة حين خرجوا على المختار فقهرهم وقتل منهم من قتل كان لا ينهزم أحد من أهلها إلا قصد البصرة ثم خرج المختار ليلتقى بالذى جاء بالرؤس والبشارة اغتنم من بقى بالكوفة من أعداء المختار غيبته فذهبوا إلى البصرة فرارا من المختار لقلة دينه وكفره ودعواه أنه يأتيه الوحى وأنه قدم الموالى على الأشراف واتفق ان ابن الأشتر حين قتل ابن زياد واستقل بتلك النواحى فأحرز بلادا وأقاليم ورساتيق لنفسه واستهان بالمختار فطمع مصعب فيه وبعث محمد ابن الأشعث بن قيس على البريد إلى المهلب بن أبى صفرة وهو نائبهم على خراسان فقدم من تجمل عظيم ومال ورجال وعدد وعدد وجيش كثيف ففرح به أهل البصرة وتقوى به مصعب فركب فى أهل البصرة ومن اتبعهم من أهل الكوفة فركبوا فى البحر والبر قاصدين الكوفة .
وقد مصعب بين يديه عباد بن الحصين وجعل على ميمنته عمر بن عبيد الله بن معمر وعلى الميسرة المهلب بن أبى صفرة ورتب الأمراء على راياتها وقبائلها كمالك بن مسمع والأحنف ابن قيس وزياد بن عمر وقيس بن الهيثم وغيرهم وخرج المختار بعسكره فنزل المدار وقد جعل على مقدمته أبا كامل الشاكرى وعلى ميمنته عبد الله بن كامل وعلى ميسرته عبد الله بن وهب الجشمى وعلى الخيل وزير بن عبد الله السلولى وعلى الموالى أبا عمرة صاحب شرطته .
ثم خطب الناس وحثهم على الخروج وبعث بين يديه الجيوش وركب هو وخلق من أصحابه