لأحد منذ كان هذا الأمر ثم نظر الى قبيصة وأنا وهو قائمان بين يديه فكأنه أومأ اليه أن افرض له فقال قد فرض إليك أمير المؤمنين فقلت إنى والله ما خرجت من عند أهلى إلا وهم في شدة وحاجة ما يعلمها إلا الله وقد عمت الحاجه أهل البلد قال قد وصلك أمير المؤمنين قال قلت يا أمير المؤمنين وخادم يخدمنا فان أهلى ليس لهم خادم إلا أختى فانها الآن تعجن وتخبز وتطحن قال قد أخدمك أمير المؤمنين .
وروى الأوزاعى عن الزهرى أنه روى رسول الله ( ص ) قال لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن فقلت للزهرى ما هذا فقال من الله العلم وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم أمروا أحاديث رسول الله ( ص ) كما جاءت وعن ابن أخى ابن شهاب عن عمه قال كان عمر بن الخطاب يأمر برواية قصيدة لبيد بن ربيعة التى يقول فيها ... إن تقوى ربنا خير نفل ... وبإذن الله ريثى والعجل ... أحمد الله فلا ند له ... بيديه الخير ما شاء فعل ... من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل ... .
وقال الزهرى دخلت على عبيد الله بن عبد الله بن عتبة منزله فاذا هو مفناط ينفخ فقلت مالى أراك هكذا فقال دخلت على أميركم آنفا يعنى عمر بن عبد العزيز ومعه عبد الله بن عمرو بن عثمان فسلمت عليها فلم يردا على السلام فقلت ... لا تعجبا أن تؤتيا فتكلما ... فما حشى الأقوام شرا من الكبر ... ومسا تراب الأرض منه خلقتما ... وفيها المعاد والمصير إلى الحشر ... .
فقلت يرحمك الله مثلك في فقهك وفضلك وسنك تقول الشعر فقال إن المصدور وإذا نفث برأ وجاء شيخ إلى الزهرى فقال حدثنى فقال إنك لا تعرف اللغة فقال الشيخ لعلى أعرفها فقال فما تقول في قول الشاعر .
... صريع ندامى يرفع الشرب رأسه ... وقد مات منه كل عضو ومفصل ... .
ما المفصل قال اللسان قال عد على أحدثك وكان الزهرى يتمثل كثيرا بهذا .
... ذهب الشباب فلا يعود جمانا ... وكان ما قد كان لم يك كانا ... فطويت كفى يا جمان على العصا ... وكفى جمان بطيها حدثانا ... وكان نقش خاتم الزهرى محمد يسأل الله العافية وقيل لأبن أخى الزهرى هل كان عمك يتطيب قال كنت أشم ريح المسك من سوط دابة الزهرى وقال استكثروا من شىء لا تمسه النار قيل وما هو قال المعروف وامتدحه رجل مرة فأعطاه قميصه فقيل له أتعطى على كلام