بأيدنا ويشف صدور قوم مؤمنون ياأهل المدينة أولكم خير أول وآخركم شر آخر ياأهل المدينة الناس منا ونحن منهم إلا مشركا عابد وثن أو كافرا أهل كتاب أو إماما جائرا يا أهل المدينة من زعم أن الله لايكلف نفسا فوق طاقتها أويسأهلها مالم يؤتها فهو لله عدو وأنا له حرب يا أهل المدينة أخبروني عن ثمانية أسهم فرضها الله في كتابه على القوي والضعيف فجاء تاسع ليس له منها ولا سهم واحد فأخذها لنفسه مكابرا محاربا لربه يا أهل المدينة بلغني أنكم تنقضون أصحابي قلتم شباب أحداث وأعراب جفاة أجلاف ويحكم فهل كان أصحاب رسول الله A إلا شبابا أحداثا شبابا والله مكتهلون في شبابهم غضة عن الشر أعينهم ثقيلة عن السعي في الباطل أقدامهم قد باعوا لله أنفسا تموت بأنفس لا تموت قد خالطوا كلالهم بكلالمهم وقيام ليلهم بصيام نهارهم منحية أصلابهم على أجزاء القرآن كلما مروا بآية خوف شهقوا خوفا من النار واذا مروا بآية شوق شهقوا شوقا إلى الجنة فلما نظروا إلى السيوف قد أنتضيت وإلى الرماح قد شرعت وإلى السهام قد فوقت وارعدت الكتيبة بصواعق الموت استخفوا والله وعيد الكتيبة لوعيد الله في القرآن ولم يستخفوا وعيد الله لوعيد الكتيبة فطوبى لهم وحسن مآب فكم من عين في مناقير الطير طال ما فاضت في جوف الليل من خشية الله وطال ما بكت خالية من خوف الله وكم من يد زالت عن مفصلها طال ما ضربت في سبيل الله وجاهدت أعداء الله وطال ما اعتمد بها صاحبها قي طاعة الله أقول قولي هذا وأستغفر الله من تقصيري وما توفيقي إلابالله .
ثم روى المدائني عن العباس عن هارون عن جده قال كان أبو حمزة الخارجي قد أحسن السيرة في أهل المدينة فمالوا إليه حتى سمعوه [ يقول ] برح الخفا أين عن بابك نذهب [ ثم قال ] من زنا فهو كافر ومن سرق فهو كافر فعند ذلك أبغضوه ورجعوا عن محبته وأقام بالمدينة حتى بعث مروان الحمار عبد الملك بن محمد بن عطية أحد بني سعد في خيل أهل الشام أربعة آلاف قد انتخبها مروان من جيشه وأعطى كل رجل منهم مائة دينار وفرسا عربية وبغلا لثقله وأمره أن يقاتله ولا يرجع عنه ولو لم يلحقه إلا باليمن فليتبعه اليها وليقاتل نائب صنعاء عبدالله بن يحيى فسار إبن عطية حتى بلغ وادى القرى فتلقاه أبو حمزة الخارجي قاصدا قتال مروان بالشام فاقتتلوا هنالك إلى الليل فقال له ويحك يا إبن عطية إن الله قد جعل الليل سكنا فأخر إلى غد فأبى عليه أن يقلع عن قتاله فما زال يقاتلهم حتى كسرهم فولوا ورجع فلهم إلى المدينة فنهض إليهم أهل المدينة فقتلوا منهم خلقا كثيرا ودخل إبن عطية المدينة وقد انهزم جيش ابي حمزة عنها فيقال إنه أقام بها شهرا ثم استخلف عليها ثم استخلف على مكة وسار إلى اليمن فخرج إليه عبدالله إبن يحيى نائب صنعاء فاقتتلا فقتله إبن عطية وبعث برأسه إلى مروان وجاء كتاب مروان إليه