( وفيها توفي من المشاهير والأعيان ) .
الاجلح بن عبدالله واسماعيل بن أبي خالد في قول وحبيب بن الشهيد وعبد الملك بن أبي سليمان وعمرو مولى عفره ويحيى بن الحارث الذماري ويحيى بن سعيد أبو حيان التيمى ورؤبة بن العجاج والعجاج لقب واسمه أبو الشعثاء عبدالله بن رؤبه وأبو محمد التميمي البصري الراجز بن الراجز ولكل منهما ديوان رجز وكل منهما بارع في فنه لا يجاري ولا يماري عالم باللغه وعبدالله بن المقفع الكاتب المفوه أسلم على يد عيسى ين علي عم السفاح والمنصور وكتب له وله رسائل وألفاظ صحيحه وكان متهما بالزندقه وهو الذي صنف كتاب كليله ودمنه ويقال بل هو الذي عربها من المجوسيةإلى العربية قال المهدي ما وجد كتاب زندقة إلا وأصله من ابن المقفع ومطيع بن إياس ويحيى بن زياد قالوا ونسي الجاحظ وهو رابعهم وكان مع هذا فاضلا بارعا فصيحا قال الاصمعي قيل لإبن المقفع من أدبك قال نفسي إذا رأيت من غيري قبيحا أبيته واذا رأيت حسنا أتيته ومن كلامه شربت من الخطب ريا ولم أضبط لها رويا فغاضت ثم فاضت فلا هي نظاما ولا نسيت غير كلاما .
وكان قتل ابن المقفع على يد سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة نائب البصرة وذلك أنه كان يعبث به ويسب أمه وإنما كان يسميه ابن المعلم وكان كبير الانف وكان إذا دخل عليه يقول السلام عليكما على سبيل التهكم وقال لسفيان بن معاويه مرة ما ندمت على سكوت قط فقال صدقت الخرس لك خير من كلامك ثم اتفق أن المنصور غضب على بن المقفع فكتب إلى نائبه سفيان بن معاويه هذا أن يقتله فأخذه فأحمى له تنورا وجعل يقطعه اربا اربا ويلقيه في ذلك التنور حتى حرقه كله وهو ينظرإلى اطرافه كيف تقطع ثم تحرق وقيل غيرذلك في صفة قتله قال ابن خلكان ومنهم من يقول ان ابن المقفع نسب إلى بيع القفاع وهي من الجريد كالزنبيل بلا آذان والصحيح أنه ابن المقفع وهو أبو دارويه كان الحجاج قد استعمله على الخراج فخان فعاقبه حتى تقفعت يداه والله أعلم .
وفيها خرج الترك والخزربباب الابواب فقتلوا من المسلمين بأرمينيه جماعة كثيرة وحج بالناس في هذه السنة نائب المدينة عبدالله بن الربيع الحارثي وعلى الكوفة عيسى بن موسى وعلى البصرة مسلم بن قتيبة وعلى مصر يزيد بن حاتم .
( ثم دخلت سنة ست وأربعين ومائة ) .
فيها تكامل بناء مدينة السلام ببغداد وسكنها المنصور في صفر من هذه السنة وكان مقيما قبل