آخذهم بكتاب الله وسنة رسوله وكلام طويل فبكى المهدي وأمر بكتابة ذلك الكلام في دواوينه .
وفيها توفي عبدالملك بن محمد بن محمد بن أبي بكر عمرو بن حزم قدم قاضيا بالعراق وفرج بن فضالة التنوخى الحمصي كان على بيت المال ببغداد في خلافة الرشيد فتوفي في هذه السنة وكان مولده سنة ثمان وثمانين فمات وله ثمان وثمانون سنة ومن مناقبه أن المنصور دخل يوما إلى قصر الذهب فقام الناس إلا فرج بن فضالة فقال له وقد غضب عليه لم لم تقم قال خفت أن يسألني الله عن ذلك ويسألك لم رضيت بذلك وقد كره رسول الله A القيام للناس قال فبكى المنصور وقربه به وقضى حوائجه والمسيب بن زهير بن عمرو أبو سلمه الضبي كان والى الشرطة ببغداد في أيام المنصور والمهدي والرشيد وولى خراسان مرة للمهدي عاش ستا وتسعين سنة والوضاح بن عبدالله أبو عوانه السرى مولاهم كان من أئمة المشايخ في الرواية توفي في هذه السنة وقد جاوز الثمانين .
( ثم دخلت سنة سبع وسبعين ومائة ) .
فيها عزل الرشيد جعفر البرمكي عن مصر وولى عليها اسحاق بن سليمان وعزل حمزة بن مالك عن خراسان وولى عليها الفضل بن يحيى البرمكي مضافا الى ما كان بيده من الأعمال بالري وسجستان وغير ذلك وذكر الواقدي أنه أصاب الناس ريح شديدة وظلمه في أواخر المحرم من هذه السنه وكذلك في أواخر صفر منها وفيها حج بالناس الرشيد وفيها توفي ( شريك بن عبدالله ) القاضي الكوفي النخعي سمع أبا اسحاق وغير واحد وكان مشكورا في حكمه وتنفيذ الأحكام وكان لا يجلس للحكم حتى يتغدى ثم يخرج ورقة من خفة فينظر فيها ثم يأمر بتقديم الخصومة إليه فحرص بعض أصحابه على قراءة ما في تلك الورقة فاذا فيها شريك بن عبدالله اذكر الصراط وحدته يا شريك بن عبدالله اذكر الموقف بين يدي الله D كانت وفاته يوم السبت مستهل ذي القعدة منها وفيها توفي عبدالواحد بن زيد ومحمد بن مسلم وموسى بن أعين .
( ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومائة ) .
فيها وثبت طائفة من الحوفيه من قيس وقضاعة على عامل مصر اسحاق بن سليمان فقاتلوهم حتى أذعنو بالطاعة وأدوا ما عليهم من الخراج والوظائف واستمر هزئمه نائبا على مصر نحوا من شهر عوضا عن إسحاق بن سليمان ثم عزله الرشيد عنها وولى عليها عبد الملك بن صالح وفيها وثبت طائفة من أهل إفريقية فقتلوا الفضل بن روح بن حاتم وأخرجوا من كان بها من آل المهلب فبعث اليهم الرشيد هرثمه فرجعوا إلى الطاعة على يديه وفيها فوض الرشيد أمور الخلافة كلها الى يحيى بن خالد بن برمك وفيها خرج الوليد بن طريف بالجزيرة وحكم بها وقتل خلقا من أهلها ثم