ابن نصر وفيها خرجت الخرمية بالجبل وبلاد أذربيجان فوجه الرشيد إليهم عبد الله بن مالك بن الهيثم الخزاعي في عشرة آلاف فارس فقتل منهم خلقا وأسر وسبى ذراريهم وقدم بهم بغداد فأمر له الرشيد بقتل الرجال منهم وبالذرية فبيعوا فيها وكان قد غزاهم قبل ذلك خزيمة بن خازم وفي ربيع الأول منها قدم الرشيد من الرقة إلى بغداد في السفن وقد استخلف على الرقة ابنه القاسم وبين يديه خزيمة بن خازم ومن نية الرشيد الذهاب إلى خراسان لغزو رافع بن ليث الذي كان قد خلع الطاعة واستحوذ على بلاد كثيرة من بلاد سمرقند وغيرها ثم خرج الرشيد في شعبان قاصدا خراسا واستخلف على بغداد ابنه محمدا الأمين وسأل المأمون من أبيه أن يخرج معه خوفا من غدر أخيه الأمين فأذن له فسار معه وقد شكا الرشيد في أثناء الطريق إلى بعض أمرائه جفاء من غدر أخيه الأمين فأذن له فسار معه وقد شكا الرشيد في أثناء الطريق إلى بعض أمرائه جفاء بنيه الثلاثة الذين جعلهم ولاة للعهد من بعده وأراه داء في جسده وقال إن لكل واحد من الأمين والمأمون والقاسم عندي عينا على وهم يعدون أنفاسي ويتمنون انقضاء أيامي وذلك شر لهم لو كانوا يعلمون فدعا له ذلك الأمير ثم أمر له الرشيد بالانصراف إلى عمله وودعه وكان آخر العهد به .
وفيها تحرك ثروان الحروري وقتل عامل السلطان بطف البصرة وفيها قتل الرشيد الهيصم اليماني ومات عيسى بن جعفر وهو يريد اللحاق بالرشيد فمات في الطريق وفيها حج بالناس العباس ابن عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر المنصور وفيها توفي .
اسماعيل بن جامع .
ابن إسماعيل بن عبد الله بن المطلب بن أبي وداعة أبو القاسم أحد المشاهير بالغناء كان ممن يضرب به المثل وقد كان أولا يحفظ القرآن ثم صار إلى صناعة الغناء وترك القرآن وذكر عنه أبو الفرج بن على بن الحسين صاحب الأغاني حكايات غريبة من ذلك أنه قال كنت يوما مشرفا من غرفة بحران إذ أقبلت جارية سوداء معها قربة تستقي الماء فجلست ووضعت قربتها واندفعت تغنى ... إلى الله أشكو بخلها وسماحتي ... لها عسل منى وتبذل غلقما ... فردى مصاب القلب انت قتلته ... ولا تتركيه هائم القلب مغرما ... .
وتبذل علقما .
... فردى مصاب القلب أنت قتلته ... ولا تتركيه هائم القلب مغرما ... .
قال فمسعت مالا صبر لي عنه ورجوت أن تعيده فقامت وانصرفت فنزلت وانطلقت وراءها وسألتها أن تعيده فقالت إن على خراجا كل يوم درهمين فأعطيتها درهمين فأعادته فحفظته وسلكته يومي ذلك فلما أصبحت أنسيته فأقبلت السوداء فسألتها أن تعيده فلم تفعل إلا بدرهمين ثم قالت كأنك تستكثر أربعة دراهم كأني بك وقد أخذت عليه أربعة آلاف دينار قال فغنيته ليلة للرشيد فأعطاني ألف دينار ثم استعادنيه ثلاث مرات أخرى وأعطاني ثلاثة آلاف دينار فتبسمت فقال مم تبسمت فذكرت له القصة فضحك وألقى إلى كيسا آخر فيه ألف دينار وقال