لا تكلني إلى التوسل بالعذر ... لعلي ان لا أقوم بعذري ... .
ومن شعره قوله .
... نحن قوم يليننا الخد والنحر ... على أننا نلين الحديدا ... طوع ايدي الصبا تصيدنا العين ... ومن شأننا نصيد الأسودا ... نملك الصيد ثم تملكنا البيض ... المضيئات أعينا وخدودا ... تتقي سخطنا الأسود ونخشى ... سقط الخشف حين تبدي القعودا ... فترانا يوم الكريهة أحرا ... را وفي السلم للغواني عبيدا ... .
قال ابن خلكان وكان خزاعيا من موالي طلحة الطلحات الخزاعي وقد كان أبو تمام يمدحه فدخل إليه مرة فأضافه الملح بهمدان فصنف له كتاب الحماسة عند بعض نسائه ولما ولاه المأمون نيابة الشام ومصر صار إليها وقد رسم له بما في ديار مصر من الحواصل فحمل إليه وهو في أثناء الطريق ثلاثة آلاف ألف دينار ففرقها كلها في مجلس واحد وأنه لما واجه مصر نظر إليها فاحتقرها وقال قبح الله فرعون ما كان أخسه وأضعف همته حين تبجح وتعاظم بملك هذه القرية وقال أنا ربكم الأعلى وقال أليس لي ملك مصر فكيف لو راى بغداد وغيرها .
وفيها توفي على بن جعد الجوهري ومحمد بن سعد كاتب الواقدي مصنف كتاب الطبقات وغيره وسعيد بن محمد الجرمي .
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين .
فيها وقعت مفاداة الأسارى المسلمين الذين كانوا في أيدي الروم على يدي الأمير خاقان الخادم وذلك في المحرم من هذة السنة وكان عدة الأساري أربعة وثلثمائة واثنين وستين أسيرا .
وفيها كان مقتل أحمد بن نصر الخزاعي C وأكرم مثواه .
وكان سبب ذلك أن هذا الرجل وهو أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي وكان جده مالك ابن الهيثم من أكبر الدعاة إلى دولة بني العباس الذين قتلوا ولده هذا وكان أحمد بن نصر هذا له وجاهة ورياسة وكان أبوه نصر بن مالك يغشاه أهل الحديث وقد بايعه العامة في سنة إحدى ومائتين على القيام بالأمر والنهي حين كثرت الشطار والدعار في غيبة المأمون عن بغداد كما تقدم ذلك وبه تعرف سويقة نصر ببغداد وكان أحمد بن نصر هذا من أهل العلم والديانة والعمل الصالح والاجتهاد في الخير وكان من أئمة السنة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وكان ممن يدعو إلى القول بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وكان الواثق من أشد الناس في القول بخلق القرآن يدعو إليه ليلا ونهارا سرا وجهارا اعتمادا على ما كان عليه أبوه قبله وعمه المامون من