أبو زرعة عبيد الله بن عبدالكريم الرازي .
أحد الحفاظ المشهورين قيل إنه كان يحفظ سبعمائة ألف حديث وكان فقيها ورعا زاهدا عابدا متواضعا خاشعا أثنى عليه أهل زمانه بالحفظ والديانة وشهدوا له بالتقدم على أقرانه وكان في حال شبيبته إذا اجتمع بأحمد بن حنبل يقتصر أحمد على الصلوات المكتوبات ولا يفعل المندوبات اكتفاء بمذاكرته توفي يوم الإثنين سلخ ذي الحجة من هذه السنة وكان مولده سنة مائتين وقيل سنة تسعين ومائة وقد ذكرنا ترجمته مبسوطة في التكميل ومحمد بن إسماعيل بن علية قاضي دمشق ويونس بن عبدالأعلى الصدفي المصري وهو ممن روى عن الشافعي وقد ذكرناه في التكميل وفي الطبقات وقبيحة أم المعتز إحدى حظايا المتوكل على الله وقد جمعت من الجواهر واللآلئ والذهب والمصاغ ما لم يعهد لمثلها ثم سلبت ذلك كله وقتل ولدها المعتز لأجل نفقات الجند وشحت عليه بخمسين ألف دينار تداري بها عنه كانت وفاتها في ربيع الأول من هذه السنة .
ثم دخلت سنة خمس وستين ومائتين .
فيها كانت وقعة بين ابن ليثويه عامل أبي أحمد وبين سليمان بن جامع فظفر بها ابن ليثويه بابن جامع نائب صاحب الزنج فقتل خلقا من أصحابه وأسر منهم سبعة وأربعين أسيرا وحرق له مراكب كثيرة وغنم منهم أموالا جزيلة وفي المحرم من هذه السنة حاصر أحمد بن طولون نائب الديار المصرية مدينة انطاكية وفيها سيما الطويل فأخذها منه وجاءته هدايا ملك الروم وفي جملتها أسارى من أسارى المسلمين ومع كل أسير مصحف منهم عبدالله بن رشيد بن كاوس الذي كان عامل الثغور فاجتمع لأحمد بن طولون ملك الشام بكماله مع الديار المصرية لأنه لما مات نائب دمشق اماخور ركب ابن طولون من مصر فتلقاه ابن ماخور إلى الرملة فأقره عليها وسار إلى مشق فدخلها ثم إلى حمص فتسلمها ثم إلى حلب فأخذها ثم ركب إلى إنطاكية فكان من أمره ما تقدم وكان قد استخلف على مصر ابنه العباس فلما بلغه قدوم أبيه علية من الشام أخذ ما كان في بيت المال من الحواصل ووازره جماعة على ذلك ثم ساروا إلى برقة خارجا عن طاعة أبيه فبعث إليه من اخذه ذليلا حقيرا وردوه إلى مصر فحبسه وقتل جماعة من أصحابه وفيها خرج رجل يقال له القاسم بن مهاة على دلف بن عبالعزيز بن أبي دلف العجلي فقتله واستحوذ على أصبهان فانتصر أصحاب دلف له فقتلوا القاسم ورأسوا عليهم أحمد بن عبدالعزيز وفيها لحق محمد المولد بيعقوب بن الليث فسار إليه في المحرم فأمر الخليفة بنهب حواصله وأمواله وأملاكه وفيها دخل صاحب الزنج إلى النعمانية فقتل وحرق ثم سار إلى جرجرايا فانزعج الناس منه