والمؤخر في كتاب الله والتاريخ وحديث سبعة وكرامات القراء والمناسك الكبير الصغير وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ قال وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء والكنى والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك حتى أن بعضهم أسرف في تقريظه له بالمعرفة وزيادة السماع للحديث عن أبيه ولما رمض قيل له أين تدفن فقال صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا ولأن أكون بجوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أبي مات في جمادى الآخرة منها عن سبع وسبعين سنة كما مات لها أبوه واحتمع في جنازته خلق كثير من الناس وصلي عليه زهير ابن أخيه ودفن في مقابر باب التين C تعالى عبدالله بن أحمد بن سعيد أبو بحر الرباطي المروزي صحب أبا تراب النخشبي وكان الجنيد بمدحه ويثني عليه عمر بن إبراهيم أبو بكر الحافظ المعروف بأبي الأذان كان ثقة ثبتا محمد بن الحسين بن الفرج أبو ميسرة الهمداني صاحب المسند كان أحد الثقات المشهورين والمصنفين .
محمد بن عبدالله أبو بكر الدقاق .
أحد أئمة الصوفية وعبادهم روى عن الجنيد أنه قال رأيت إبليس في المنام وكأنه عريان فقلت ألا تستحي من الناس فقال وهو لا يظنهم ناسا لو كانوا ناسا ما كنت ألعب بهم كما يلعب الصبيان بالكرة إنما الناس جماعة غير هؤلاء فقلت أين هم فقال في مسجد الشونيزي فقد أضنوا قلبي وأتعبوا جسدي كلما هممت بهم أشاروا إلى الله D فأكاد أحترق قال فلما انتبهت لبست ثيابي ورحت إلى المسجد الذي ذكر فإذا فيه ثلاثة جلوس ورؤسهم في مرقعاتهم فرفع أحدهم رأسه إلى وقال يا أبا القاسم لا تغتر بحديث الخبيث وأنت كلما قيل لك شيء تقبل فإذا هم أبو بكر الدقاق وأبو الحسين النوري وأبو حمزة محمد بن علي بن علوية بن عبدالله الجرجاني الفقيه الشافعي تلميذ المزني ذكره ابن الأثير .
ثم دخلت سنة إحدى وتسعين ومائتين .
فيها جرت وقعة عظيمة بين القرامطة وجند الخليفة فهزموا القرامطة وأسروا رئيسهم الحسن بن زكرويه ذا الشامة فلما أسر حمل إلى الخليفة في جماعة كثيرة من أصحابه من رؤسهم وأدخل بغداد على فيل مشهور وأمر الخليفة بعمل دفة مرتفعة فأجلس عليها وجيء بأصحابه فجعل يضرب أعناقهم بين يديه وهو ينظر وقد جعل في فمه خشبة معترضة مشدودة إلى قفاه ثم أنزل فضرب مائتي سوط ثم قطعت يداه ورجلاه وكوى ثم أحرق وحمل رأسه على خشبة وطيف به أرجاء بغداد وذلك في ربيع الأول منها