عصره بنيسابور في معرفة الحديث والرجال والعلل وقد سمع خلقا من المشايخ الكبار ودخل على الإمام أحمد وذاكره وكان مجلسه مهيبا ويقال إنه كان مجاب الدعوة وكان لا يملك الإدارة التي يسكنها وحانوتا يستغله كل شهر سبعة عشر درهما ينفقها على نفسه وعياله وكان لا يقبل من أحد شيئا وكان يطبخ له الجزر بالخل فيأتدم به طول الشتاء وقد قال أبو علي الحسين بن علي الحافظ لم تر عيناي مثله .
ابو الحسين النوري أحد أئمة الصوفية .
اسمه أحمد بن محمد ويقال محمد بن محمد والأول أصح ويعرف بابن البغوي أصله من خراسان وحدث عن سرى السقطى ثم صار هو من أكابر أئمة القوم قال أبو أحمد المغازلي ما رأيت أحدا قط أعبد من أبي الحسين النوري قيل له ولا الجنيد قال ولا الجنيد ولا غيره وقال غيره صام عشرين سنة لا يعلم به أحد لا من أهله ولا من غيره وتوفي في مسجد وهو مقنع فلم يعلم به أحد إلا بعد أربعة أيام .
إسماعيل بن أحمد بن سامان .
أحد ملوك خراسان وهو الذي قتل عمرو بن الليث الصفار الخارجي وكتب بذلك إلى المعتضد فولاه خراسان ثم ولاه المكتفي الرى وما وراء النهر وبلاد الترك وقد غزا بلادهم وأوقع بهم بأسا شديدا وبنى الربط في الطرقات يسع الرباط منها آل فارس وأوقف عليهم أوقافا جزيلة وقد أهدى إليه طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث هدايا جزيلة منها ثلاث عشرة جوهرة زنة كل جوهرة منها ما بين السبع مثاقيل إلى العشرة وبعضها أحمر وبعضها أزرق قيمتها مائة ألف دينار فبعث بها إلى الخليفة المعتضد وشفع في طاهر فشفعه فيه ولما مات إسماعيل بن أحمد وبلغ المكتفي موته تمثل بقول أي نواس ... لن يخلف الدهر مثلهم أبدا ... هيهات هيهات شأنه عجب ... .
المعمري الحافظ .
صاحب عمل اليوم والليلة وهو الحسن بن علي بن شبيب أبو علي المعمري الحافظ رحل وسمع من الشيوخ وأدرك خلقا منهم علي بن المديني ويحيى بن معين وعنه ابن صاعد والنجاد والجلدي وكان من بحور العلم وحفاظ الحديث صدوقا ثبتا وقد كان يشبك أسنانه بالذهب من الكبر لأنه جاوز الثمانين وكان يكنى أولا بأبي القاسم ثم بأبي علي وقد ولي القضاء للبرتي على القصر وأعمالها وإنما قيل له المعمري بأمه أم الحسن بنت أبي سفيان صاحب معمر بن راشد وقد صنف المعمري كتابا جيدا في عمل يوم وليله واسمه الحسن بن علي بن شبيب أبو علي المعمري توفي ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم