بعض نواحي دمشق فنظر سيف الدولة إلى الغوطة فأعجبته وقال ينبغي أن يكون هذا كله لديوان السلطان كأنه يعرض بأخذها من ملاكها فأوغر ذلك صدر العقيلي وأوعاه إلى أهل دمشق فكتبوا إلى كافور الأخشيدي يستنجدونه فأقبل إليهم في جيوش كثيرة كثيفة فأجلي عنهم سيف الدولة وطرده عن حلب أيضا واستناب عليها ثم كر راجعا إلى دمشق فاستناب عليها بدرا الأخشيدي ويعرف ببدير فلما صار كافور إلى الديار المصرية رجع سيف الدولة إلى حلب فأخذها كما كانت أولا له ولم يبق له في دمشق شيء يطمع فيه وكافور هذا الذي هجاه المتنبي ومدحه أيضا وممن توفي من الأعيان .
عمر بن الحسين .
صاحب المختصر في الفقه على مذهب الإمام أحمد وقد شرحه القاضي أبو يعلى بن الفراء والشيخ موفق الدين بن قدامة المقدسي وقد كان الخرقي هذا من سادات الفقهاء والعباد كثير الفضائل والبعادة خرج من بغداد مهاجرا لما كثر بها الشر والسب للصحابة وأودع كتبه في بغداد فاحترقت الدار التي كانت فيها الكتب وعدمت مصنفاته وقصد دمشق فأقام بها حتى مات في هذه السنة وقبره بباب الصغير يزار قريبا من قبور الشهداء وذكر في مختصره هذا في الحج ويأتي الحجر الأسود ويقبله إن كان هناك وإنما قال ذلك لأن تصنيفه لهذا الكتاب كان والحجر الأسود قد أخذته القرامطة وهو في أيديهم في سنة سبع عشرة وثلثمائة كما تقدم ذلك ولم يرد إلى مكانه إلا سنة سبع وثلاثين كما سيأتي بيانه في موضعه قال الخطيب البغدادي قال لي القاضي أبو يعلى كان للخرقي مصنفات كثيرة وتخريجات على المذهب لم تظهر لأنه خرج من مدينته لما ظهر بها سب الصحابة وأودع كتبه فاحترقت الدار التي هي فيها فاحترقت الكتب ولم تكن قد انتشرت لبعده عن البلد ثم روى الخطيب من طريقه عن أبي الفضل عبد السميع عن الفتح بن شخرف عن الخرقي قال رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المنام فقال ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء قال قلت زدني يا أمير المؤمنين قال وأحسن من ذلك تيه الفقراء على الأغنياء قال ورفع له كفه فإذا فيها مكتوب ... قد كنت ميتا فصرت حيا ... وعن قريب تعود ميتا ... فابن بدار البقاء بيتا ... ودع الفناء بيتا ... قال ابن بطة مات الخرقي بدمشق سنة أربع وثلاثين وثلثمائة وزرت قبره C .
محمد بن عيسى .
أبو عبدالله بن موسى الفقيه الحنفي أحد أئمة العراقيين في زمانه وقد ولى القضاء ببغداد