النهر ولي الملك وعمره ثلاث عشرة سنة واستمر في الملك إحدى وعشرين سنة وتسعة أشهر ثم قبض عليه خواصه وأجلسوا مكانه أخاه عبدالملك فقدهم محمد بن سبكتيكن فانتزع الملك من ايدهم وقد كان لهم الملك مائة وستين سنة فباد ملكهم في هذا العام ولله الأمر من قبل ومن بعد .
أبو الطيب سهل بن محمد .
ابن سليمان بن محمد بن سليمان الصعلوكي الفقيه الشافعي إمام أهل نيسابور وشيخ تلك الناحية كان يحضر مجلسه خمسمائة محبرة وكانت وفاته في هذه السنة على المشهور وقال الحافظ أبو يعلى الخليلي في الإرشاد مات في سنة ستين وأربعمائة فالله أعلم .
ثم دخلت سنة ثمان وثمانين وثلثمائة .
قال ابن الجوزي في ذي الحجة منهاسقط في بغداد برد عظيم بحيث جمد الماء في الحمامات وبول الدواب في الطرقات وفيها جاءت رسل أبي طالب بن فخر الدولة في البيعة له فبايعه الخليفة وأمره على بلاد ألرى ولقبه مجد الدولة كهف الأمة وبعث إليه بالخلع والألوية وكذلك فعل ببدر بن حسنويه ولقبه ناصر الدين والدولة وكان كثير الصدقات وفها هرب أبو عبدالله بن جعفر المعروف بابن الوثاب المنتسب إلى جده الطائع من السجن بدار الخلافة إلى البطيحة فآواه صاخبها مهذب الدولة ثم أرسل القادر بالله في أمره فجيء به مضيقا عليه فاعتقله هرب من الاعتقال أيضا فهذب إلى بلاد كيلان فادعى انه الطائع لله فصدقوه وبايعوه وأدوا إليه العشر وغير ذلك من الحقوق ثم اتفق مجيء بعضهم إلى بغداد فسألوا عن الأمر فإذا ليس له أصل ولا حقيقة فرجعوا عنه واضمحل أمره وفسد حاله فانهزم عنهم وحج بالناس فيها أمير المصريين والخطبة بالحرمين للحاكم العبيدي قبحه الله وممن توفي فيها من الأعيان الخطابي أبو سليمان حمد ويقال أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الحطاب الخطابي البستي أحد المشاهير الأعيان والفقهاء المجتهدين المكثرين له من المصنفات معالم السنن وشرح البخاري وغير ذلك وله شعر حسن فمنه قوله ... ما دمت حيا فدار الناس كلهم ... فإنما أنت في دار المداراة ... من يدرداري ومن لم يدر سوف يرى ... عما قليل نديما للندامات ... توفي بمدينة بست في ربيع الأول من هذه السنة قاله ابن خلكان .
الحسين بن أحمد بن عبدالله .
ابن عبدالرحمن بن بكر بن عبدالله الصيرفي الحافظ المطبق سمع إسماعيل الصفار وابن السماك