عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن .
أبو عبدالله الأصبهاني المعروف بابن اللبان أحد تلامذة أبي حامد الإسفرايني ولي قضاء الكرخ وكان يصلي بالناس التراويح ثم يقوم بعد انصرافهم فيصلي إلى أن يطلع الفجر وربما انقضى الشهر عنه ولم يضطجع إلى الأرض C .
ثم دخلت سنة سبع وأربعين واربعمائة .
فيها ملك طغرلبك بغداد وهو أول ملوك السلجوقية ملكها وبلاد العراق وفيها تأكدت الوحشة بين الخليفة والبساسيري واشتكت الأتراك منه وأطلق رئيس الرؤساء عبارته فيه وذكر قبيح أفعاله وأنه كاتب المصريين بالطاعة وخلع ما كان عليه من طاعة العباسيين وقال الخليفة وليس إلا إهلاكه وفيها غلت الأسعار بنواحي الأهواز حتى بيع الكر بشيراز بالف دينار وفيها وقعت الفتنة بين السنة والرافضة على العادة فاقتتلوا قتالا مستمرا ولا تمكن الدولة أن يحجزوا بين الفريقين وفيها وقعت الفتنة بين الأشاعرة والحنابلة فقوي جانب الحنابلة قوة عظيمة بحيث إنه كان ليس لأحد من الأشاعرة أن يشهد الجمعة ولا الجماعات قال الخطيب كان أرسلان التركي المعروف بالبساسيري قد أعظم أمره واستفحل لعدم أقرانه من مقدمي الأتراك واستولى على البلاد وطار اسمه وخافته أمراء العرب والعجم ودعى له على كثير من المنابر العراقية والأهواز ونواحيها ولم يكن للخليفة قطع ولا وصل دونه ثم صح عند الخليفة سوء عقيدته وشهد عنده جماعة من الأتراك أنه عازم على نهب دار الخلافة وأنه يريد القبض على الخليفة فعند ذلك كاتب الخليفة محمد بن ميكائيل بن سلجوق الملقب طغرلبك يستهضه على المسير إلى العراق فانفض أكثر من كان مع البساسيري وعادوا إلى بغداد سريعا ثم أجمع رأيهم على قصد دار البساسيري وهي في الجانب الغربي فأحرقوها وهدموا أبنيتها ووصل السلطان طغرلبك إلى بغداد في رمضان سنة سبع وأربعين وقد تلقاه إلى أثناء الطريق الأمراء والوزراء والحجاب ودخل بغداد في أبهة عظيمة جدا وخطب له بها ثم بعده للملك الرحيم نثم قطعت خطبة الملك الرحيم ورفع إلى القلعة معتقلا عليه وكان آخر ملوك بني بويه وكانت مدة ولايتهم قريب المائة والعشر سنين وكان ملك الملك الرحيم لبغداد ست سنين وعشرة أيام ونزل طغرلبك دار المملكة بعد الفراغ من عمارتها ونزل أصحابه دور الأتراك وكان معه ثمانية أفيلة ووقعت الفتنة بين الأتراك والعامة ونهب الجانب الشرقي بكماله وجرت خبطة عظيمة وأما البساسيري فإنه فر من الخليفة إلى بلاد الرحبة وكتب إلى صاحب مصر بأنه على إقامة الدعوى له بالعراق فأرسل إليه بولاية الرحبة ونيابته بها ليكون على أهبة الأمر الذي يريده