وفيها توفي من الأعيان و المشاهير .
الحسن بن علي .
ابن محمد أبو الجوائز الواسطي سكن بغداد دهرا طويلا وكان شاعرا أديبا ظريفا ولد سنة ثنتين وخمسين وثلثمائة ومات في هذه السنة عن مائة وعشر سنين ومن مستجاد شعره قوله ... واحسرتى من قولها ... قد خان عهدي ولها ... وحق من صيرتي ... وقفا عليها ولها ... ما خطرت بخاطري ... إلا كستنى ولها ... .
محمد بن أحمد بن سهل .
المعروف بابن بشران النحوي الواسطي ولد سنة ثمانين وثلثمائة وكان عالما بالأدب وانتهت إليه الرحلة في اللغة وله شعر حسن فمنه قوله ... يا شائدا للقصور مهلا ... أقصر فقصر الفتى الممات ... لم يجتمع شمل أهل قصر إلا قصارهم الشتات ... وإنما العيش مثل ظل ... منتقل ماله ثبات ... وقوله ودعتهم ولي الدنيا مودعة ... ورحت مالي سوى ذكراهم وطر ... وقلت بالذاتي بيني لبينهم ... كأن صفو حياتي بعدهم كدر ... لولا تعلل قلبي بالرجاء لهم ... ألفيته إن حدوا بالعيس ينفطر ... يا ليت عيسهم يوم النوى نحرت ... أوليتها للضواري بالفلا جزر ... يا ساعة البين أنت الساعة اقتربت ... يا لوعة البين أنت النار تستعر ... وقوله طلبت صديقا في البرية كلها ... فأعيا طلابي أن أصيب صديقا ... بلى من سمى بالصديق مجازه ... ولم يك في معنى الوداد صدوقا ... فطلقت ود العالمين ثلاثة ... .
وأصبحت من اسر الحفاظ طليقا .
... وفيها أقبل ملك الروم أرمانوس في جحافل أمثال الجبال من الروم والكرخ والفرنج وعدد عظيم وعدد ومعه خمسة وثلاثون ألفا من البطارقة مع كل بطريق مائتا ألف فارس ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفا ومن الغزاة الذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفا ومعه مائة ألف نقاب وحفار والف روز جاري ومعه أربعمائة عجلة تحمل النعال والمسامير والفا عجلة تحمل السلاح والسروج والغردات والمناجيق منها منجنيق عدة ألف ومائتا رحل وأهله ومن عزمه قبحه الله أن يبيد الاسلام وقد أقطع بطارقته البلاد حتى بغداد واستوصى نائبها بالخليفة خيرا فقال له ارفق بذلك الشيخ فإنه صاحبنا ثم إذا استوثقت ممالك العراق وخراسان لهم مالوا على الشام وأهله ميلة واحدة فاستعادوه من أيدي المسلمين والقدر يقول ( لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون )