ذي الحجة منها وفي شوال من هذه السنة أتفق الأتراك بباب همذان على سليمان شاه وخطبوا لأرسلان شاه بن طغرل وفيها توفي .
الفائز خليفة مصر الفاطمي .
وهو أبو القاسم عيسى بن إسماعيل الظافر توفي في صفر منها وعمره يومئذ إحدى عشرة سنة ومدة ولايته من ذلك ست سنين وشهران وكان مدبر دولته أبو الغارات ثم قام بعده العاضد آخر خلفائهم وهو أبو محمد عبد الله بن يوسف بن الحافظ ولم يكن أبوه خليفة وكان يومئذ قد ناهز الاحتلام فقام بتدبير مملكته الملك الصالح طلائع بن رزبك الوزير أخذ له البيعة وزوجه بابنته وجهزها بجهاز عظيم يعجز عنه الوصف وقد عمرت بعد زوجها العاضد ورأت زوال دولة الفاطميين على يد الملك صلاح الدين بن يوسف في سنة أربع وستين كما سيأتي وفيها كانت وفاة السلطان الكبير صاحب غزنة .
خسروشاه بن ملكشاه .
ابن بهرام شاه بن مسعود بن إبراهيم بن محمود بن سبكتكين من بيت ملك ورياسة باذخة يرثونها كابرا عن كابر وكان من سادات الملوك وأحسنهم سيرة يحب العلم وأهله توفي في رجب منها وقام بعده ولده ملكشاه فسار إليه علاء الدين الحسين بن الغور فحاصر غزنة فلم يقدر عليها ورجع خائبا وفيها مات .
ملكشاه بن السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه .
السلجوقي باصبهان مسموما فيقال إن الوزير عون الدين بن هبيرة دس إليه من سقاه إياه والله أعلم وفيها مات أمير الحاج .
قيماز بن عبد الله الأرجواني .
سقط عن فرسه وهو يلعب بالكرة بميدان الخليفة فسال دماغه من أذنه فمات من ساعته وقد كان من خيار الأمراء فتأسف الناس عليه وحضر جنازته خلق كثير مات في شعبان منها فحج بالناس فيها الأمير برغش مقطع الكوفة وحج الأمير الكبير شيركوه بن شاذي مقدم عساكر الملك نور الدين وتصدق بأموال كثيرة وفيها استعفى القاضي زكي الدين أبو الحسن علي بن محمد ابن يحيى أبو الحسن القرشي من القضاء بدمشق فأعفاه نور الدين وولي مكانه القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله الشهر زوري وكان من خيار القضاة وأكثرهم صدقة وله صدقات جارية بعد وكان عالما وإليه ينسب الشباك الكمالي الذي يجلس فيه الحكام بعد صلاة الجمعة من المشهد الغربي بالجامع الأموي والله أعلم