عمر بالحجر المنحوت والحديد والرصاص وبنى الربط الكثيرة وكان يتصدق في كل يوم في بابه بمائة دينار ويفتدي من الأسارى في كل سنة بعشرة آلاف دينار وكان لا تزال صدقاته وافدة إلى الفقهاء والفقراء حيث كانوا من بغداد وغيرها من البلاد وقد حبس في سنة ثمان وخمسين فذكر ابن الساعي في تاريخه عن شخص كان معه في السجن أنه نزل إليه طائر أبيض قبل موته فلم يزل عنده وهو يذكر الله حتى توفي في شعبان من هذه السنة ثم طار عنه ودفن في رباط بناه لنفسه بالموصل وقد كان بينه وبين أسد الدين شيركوه بن شادى مواخاة وعهد أيهما مات قبل الآخر أن يحمله إلى المدينة النبوية فحمل إليها من الموصل على أعناق الرجال فما مروا به على بلدة الاصلوا عليه وترحموا عليه واثنوا خيرا فصلوا عليه بالموصل وتكريت وبغداد والحلة والكوفة وفيدو مكة وطيف به حول الكعبة ثم حمل إلى المدينة النبوية فدفن بها في رباط بناه شرقي مسجد النبي ( ص ) قال ابن الجوزي وابن الساعي ليس بينه وبين حرم النبي ( ص ) وقبره سوى خمسة عشر ذراعا قال ابن الساعي ولما صلى عليه بالحلة صعد شاب نشزا فأنشد ... سرى نعشه على الرقاب وطالما ... سرى جوده فوق الركاب ونائلة ... يمر على الوادي فتثنى رماله ... عليه وبالنادي فتثنى أرامله ... وممن توفي بعد الخمسين .
ابن الخازن الكاتب .
ابن الخازن الكاتب أحمد بن محمد بن الفضل بن عبدالخالق أبو الفضل المعروف بابن الخازن الكاتب البغدادي الشاعر كان يكتب جيدا فائقا اعتنى بكتابة الختمات وأكثر ابنه نصر الله من كتابة المقامات وجمع لابنه ديوان شعر أورد منه ابن خلكان قطعة كبيرة .
ثم دخلت سنة ستين وخمسمائة .
في صفر منها وقعت بأصبهان فتنة عظيمة بين الفقهاء بسبب المذاهب دامت أياما وقتل فيها خلق كثير وفيها كان حريق عظيم ببغداد فاحترقت محال كثيرة جدا وذكر ابن الجوزي أن في هذه السنة ولدت امرأة ببغداد أربع بنات في بطن واحد وحج بالناس فيها الأمير برغش الكبير وممن توفي فيها من الأعيان .
عمر بن بهليقا .
عمر بن بهليقا الطحان الذي جدد جامع العقية ببغداد واستأذن الخليفة في إقامة الجمعة فيه فأذن له في ذلك وكان قد اشترى ما حوله من القبور فأضاف ذلك إليه ونبش الموتى منها فقبض الله له من نبشه من قبره بعد دفنه جزاء وفاقا .
محمد بن عبدالله بن العباس بن عبدالحميد .
أبو عبدالله الحراني كان آخر من بقي من الشهود المقبولين عند أبي الحسن الدامغاني وقد