عاشوراء فحضر الملك صلاح الدين جنازته وشهد عزاه وبكى عليه وتأسف وظهر منه حزن كثير عليه وقد كان مطيعا له فيما يأمره به وكان العاضد كريما جوادا سامحه الله ولما مات استحوذ صلاح الدين على القصر بما فيه وأخرج منه أهل العاضد إلى دار أفردها لهم وأجرى عليهم الأرزاق والنفقات الهنية والعيشة الرضية عوضا عما فاتهم من الخلافة وكان صلاح يتندم على إقامة الخطبة لبني العباس بمصر قبل وفاة العاضد وهلا صبر بها إلى بعد وفاته ولكن كان ذلك قدرا مقدورا ومما نظمه العماد في ذلك ... توفي العاضد الدعي فما ... يفتح ذو بدعة بمصر فما ... وعصر فرعونها انقضى وغدا ... يوسفها في الأمور محتكما ... قد طفئت جمرة الغواة وقد ... داخ من الشرك كل ما اضطر ما ... وصار شمل الصلاح ملتئما ... بها وعقد السداد منتظما ... لما غدا مشعرا شعار بني ال ... عباس حقا والباطل اكتتما ... وبات داعي التوحيد منتظرا ... ومن دعاة الاشراك منتقما وظل أهل الضلال في ظلل ... داجية من غبائة وعمى ... وارتكس الجاهلون في ظلم ... لما أضاءت منابر العلما ... وعاد بالمستضىء معتليا ... بناء حق بعد ما كان منهدما ... أعيدت الدولة التي اضطهدات ... وانتصر الدين بعدما اهتضما ... واهنز عطف الإسلام من جلل ... وافتر ثغر الإسلام وابتسما ... واستبشرت أوجه الهدى فرحا ... فليقرع الكفر سنه ندما ... عاد حريم الأعداء منتهك ال ... حمى وفي الطغاة منقسما ... قصور أهل القصور أخربها ... عامر بيت من الكمال سما ... أزعج بعد السكوت ساكنها ... ومات ذلا وأنفه رغما ... .
ومما قيل من الشعر ببغداد يبشر الخليفة المستضيء بالخطبة له بمصر وأعمالها .
... ليهنيك يامولاي فتح تتابعت ... إليك به خوض الركائب توجف ... أخذت به مصرا وقد حال دونها ... من الشرك يأس في لها الحق يقذف ... فعادت بحمد الله باسم إمامنا ... تتيه على كل البلاد وتشرف ... ولا غرو إن ذلت ليوسف مصره ... وكانت إلى عليائه تتشوف ... فشابهه خلقا وخلقا وعفة ... وكل عن الرحمن في الأرض يخلف