في نواحي طبرية وبيسان تحت حصن كوكب فقيل خلق من الفريقين وكانت النصرة للمسلمين على الفرنج وثم رجع إلى دمشق مؤيدا منصورا ثم ركب قاصدا حلب وبلاد الشرق لياخذها وذلك أن المواصلة والحلبيين كاتبوا الفرنج على حرب المسلمين فغارت الفرنج على بعض اطراف البلاد ليشغلوا الناصر عنهم بنفسه فجاء إلى حلب فحاصرها ثلاثا ثم رأى العدول عنها إلى غيرها أولى فسار حتى بلغ الفرات وأستحوذ على بلاد الجزيرة والرها والرقة ونصيبين وخضعت له الملوك ثم عاد إلى حلب فتسلمها من صاحبها عمادالدين زنكي فأستوثقت له الممالك شرقا وغربا وتمكن حينئذ من قتال الفرنج فصل ولما عجز ابرنس الكرك عن إيصال الأذى إلى المسلمين في البر عمل مراكب في بحر القلزم ليقطعوا الطريق على الحجاج والتجار فوصلت أذيتهم إلى عيذاب وخاف أهل المدينة النبوية من شرهم فأمر الملك العادل الأمير حسام الدين لؤلؤ صاحب الأسطول أن يعمل مراكبه في بحر القلزم ليحارب أصحاب الابرنس ففعل ذلك فظفر بهم في كل موطن فقتلوا منهم وحرقوا وغرقوا وسبوا في مواطن كثيرة ومواقف هائلة وأمن البر والبحر بإذن الله تعالى وارسل الناصر إلى أخيه العادل ليشكر ذلك عن مساعيه وأرسل إلى ديوان الخليفة يعرفهم بذلك .
فصل في وفاة المنصور عزالدين .
فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب صاحب بعلبك ونائب دمشق لعمه الناصر وهو والد الأمجد بهرام شاه صاحب بعلبك بعد أبيه وإليه تنسب المدرسة الفروخ شاهية بالشرق الشمالي بدمشق وإلى جانبها التربة الأمجدية لولده وهما وقف على الحنفية والشافعية وقد كان فروخ شاه شجاعا شهما عاقلا ذكيا كريما ممدحا أمتدحه الشعراء لفضله وجوده وكان من أكبر أصحاب الشيخ تاج الدين أبي اليمن الكندي عرفه من مجلس القاضي الفاضل فأنتمى إليه وكان يحسن إليه وله وللعماد الكاتب فيه مدائح وكان ابنه الأمجد شاعرا جيدا ولاه عم أبيه صلاح الدين بعلبك بعد أبيه واستمر فيها مدة طويلة ومن محاسن فروخ شاه صحبته لتاج الدين الكندي وله شعر رائق ... أنا في أسر السقام ... و هو في هذا المقام ... رشأ يرشق عينا ... فؤادي بسهام ... كلما أرشفني فا ... ه على حر الأوام ... ذقت منه الش ... هد المصفى في المدام ... وقد دخل الحمام فرأى رجلا كان يعرفه من أصحاب الأموال و قد نزل به الحال حتى إنه كان يستتر ببعض ثيابه لئلا تبدو عورته فرق له وامر غلامه أن ينقل بقجة وبساطا إلى موضع الرجل