فتعبد له تجد منه عتقا ... واستدم فضله بطول الزهادة ... وله إذا تعففت عن حرام ... عوضت بالطيب الحلال ... فاقنع تجد في الحرام حلا ... فضلا من الله ذي الجلال ... .
ثم دخلت سفه سبع وعشرين وستمائة .
فيها كانت وقعة عظيمة بين الأشرف موسى بن العادل وبين جلال الدين بن خوارزم شاه وكان سبببها أن جلال الدين كان قد أخذ مدينة خلاط في الماضي وخربها وشرد أهلها وحار به علاء الدين كيقباد ملك الروم وأرسل إلى الاشرف يستحثه على القدوم عليه ولو جريدة وحده فقد الاشرف في طائفة كبيرة من عسكر دمشق وانضاف إليهم عسكر بلاد الجزيرة ومن تبقى من عسكر خلاط فكانوا خمسة آلاف مقتل معهم العدة الكاملة والخيول الهائلة فالتقوا مع جلال الدين بأذربيجان وهو في عشرين ألف مقاتل فلم يقم لهم ساعة واحدة ولا صبر فتقهقر وانهزم واتبعوه على الأثر ولم يزالوا في طلبهم إلى مدينة خوى وعاد الأشرف إلى مدينة خلاط فوجدها خاوية على عروشها فمهدها واطدها ثم تصالح وجلال الدين وعاد إلى مستقر ملكه حرسها الله وفيها تسلم الاشرف قلعة بعلبك من الملك الامجد بهرام شاه بعد حصار طويل ثم استخلف على دمشق أاخاه الصالح إسماعيل ثم سار إلى الاشرف بسبب أن جلال الدين الخوارزمي استحوذ على بلاد خلاط وقتل من أهلها خلقا كثيرا ونهب أموالا كثيرة فالتقى معه الاشرف واقتتلوا قتالا عظيما فهزمه الاشرف هزيمة منكرة وهلك من الخلوارزمية خلق كثير ودقت البشائر في البلاد فرحا بنصرة الاشرف على الخوارزمية فإنهم كانوا لا يفتحون بلدا إلا قتلوا من فيه ونهبوا أموالهم فكسرهم الله تعالى وقد كان الاشرف رأى النبي A في المنام قبل الوقعة وهو يقول له يا موسى أنت منصور عليهم ولما فرغ من كسرتهم عاد إلى بلاد خلاط فرمم شعثها وأصلح ما كان فسد منها ولم يحج أحد من اهل الشام في هذه السنة ولافى التي قبلها وكذا فيما قبلها أيضا فهذه ثلاث سنين لم يسر من الشام أحد إلى الحج وفيها اخذت الفرنج جزيرة سورقة وقتلوا بها خلقا وأسروا آخرين فقدموا بهم إلى الساحل فاستقبلهم المسلمون فأخبروا بما جرى عليهم من الفرنج .
وممن توفى فيها من الاعيان .
زين الامناء الشيخ الصالح .
أبو البركات ابن الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن زين الامناء بن عساكر الدمشقي الشافعي سمع على عميه الحافظ ابي القاسم والصائن وغير واحد وعمر وتفرد بالرواية وجاوز الثمانين