قال أبو شامة وفيها في ثاني عشر جمادي الاخرة توفي البدر المراغي الخلافي .
المعروف بالطويل وكان قليل الدين تاركا للصلاة مغتبطا بما كان فيه من معرفة الجدل والخلاف على اصطلاح المتأخرين راضيا بمالا يفيد وفيها توفي .
محمد بن داود بن ياقوت الصارمي .
المحدث كتب كثير الطبقات وغيرها وكان دينا خيرا يعير كتبه ويداوم على الاشتغال بسماع الحديث C تعالى .
ثم دخلت سنة إحدى وستين وستمائة .
استهلت وسلطان البلاد الشامية والمصرية الظاهر بيبرس وعلى الشام نائبه آقوش النجيبي وقاضي دمشق ابن خلكان والوزير بها عز الدين بن وداعة وليس للناس خليفة وإنما تضرب السكة باسم المستنصر الذي قتل .
ذكر خلافة الحاكم بأمر الله أبي العباس .
أحمد بن الامير أبي على القبي ابن الامير علي بن الامير ابي بكر بن الامام المسترشد بالله أمير المؤمنين أبي منصور الفضل بن الامام المستظهر بالله أحمد العباسي الهاشمي لما كان ثاني المحرم وهو يوم الخميس جلس السلطان الظاهر والامراء في الايوان الكبير بقلعة الجبل وجاء الخليفة الحاكم بأمر الله راكبا حتى نزل عند الايوان وقد بسط له إلى جانب السلطان وذلك بعد ثبوت نسبه ثم قرئ نسبه على الناس ثم أقبل عليه الظاهر بيبرس فبايعه وبايعه الناس بعده وكان يوما مشهودا فلما كان يوم الجمعة ثانية خطب الخليفة بالناس فقال في خطبته الحمد لله الذي أقام لآل العباس ركنا ظهيرا وجعل لهم من لدنه سلطانا نصيرا أحمده على السراء والضراء واستعينه على شكر ما أسبغ من النعماء واستنصره على دفع الاعداء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله A وعلى آله وصحبه نجوم الاهتداء وأئمة الاقتداء لا سيما الاربعة وعلي العباس كاشف غمة أبي السادة الخلفاء وعلى بقية الصحابة أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أيها الناس اعلموا أن الامامة فرض من فروض الاسلام والجهاد محتوم على جميع الانام ولا يقوم علم الجهاد إلا باجتماع كلمة العباد ولا سبيت الحرم إلا بانتهاك المحارم ولا سفكت الدماء إلا بارتكاب الجرائم فلو شاهدتم أعداء الاسلام لما دخلوا دار السلام واستباحوا الدماء والاموال وقتلوا الرجال والاطفال وسبوا الصبيان والبنات وأيتموهم من الاباء والأمهات وهتكوا حرم الخلافة والحريم وعلت الصيحات من هول ذلك اليوم الطويل فكم من شيخ خضبت شيبته