الافاضة وفتحت له الكعبة فغسلها بماء الورد وطيبها بيده ثم وقف بباب الكعبة فتناول أيدي الناس ليدخلوا الكعبة وهو بينهم ثم رجع فرمى الجمرات ثم تعجل النفر فعاد على المدينة النبوية فزار القبر الشريف مرة ثانية على ساكنه أفضل الصلاة واتم التسليم وعلى آله وأهل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام أجمعين إلى يوم الدين ثم سار إلى الكرك فدخلها في التاسع والعشرين من ذي الحجة وارسل البشير إلى دمشق بقدومه سالما فخرج الامير جمال الدين آقوش النجيبي نائبها ليتلقى البشير في ثاني المحرم فإذا هو السلطان نفسه يسير في الميدان الاخضر وقد سبق الجميع فتعجب الناس من سرعة سيره وصبره وجلده ثم ساق من فوره حتى دخل حلب في سادس المحرم ليتفقد احوالها ثم عاد إلى حماة ثم رجع إلى دمشق ثم سار إلى مصر فدخلها يوم الثلاثاء ثالث صفر من السنة المقبلة C .
وفي أواخر ذي الحجة هبت ريح شديدة أغرقت مائتي مركب في النيل وهلك فيها خلق كثير ووقع هناك مطر شديد جدا أصاب الشام من ذلك صاعقة أهلكت الثمار فإنا لله وإنا اليه راجعون وفيها اوقع الله تعالى الخلف بين التتار من اصحاب إبغا واصحاب ابن منكوتمرا بن عمه وتفرقوا واشتغلواببعضهم بعضا ولله الحمد وفيها خرج اهل حران منها وقدموا الشام وكان فيهم شيخنا العلامة أبو العباس أحمد بن تيمية صحبة أبيه وعمره ست سنين وأخوه زين الدين عبدالرحمن وشرف الدين عبد الله وهما أصغر منه وممن توفي فيها من الاعيان .
الامير عز الدين ايدمر بن عبد الله .
الحلبي الصالحي كان من أكابر الأمراء وأحظاهم عند الملوك ثم عند الملك الظاهر كان يستنبيه إذا غاب فلما كانت هذه السنة أخذه معه وكانت وفاته بقلعة دمشق ودفن بتربته بالقرب من اليغمورية وخلف أموالا جزيلة وأوصى إلى السلطان في أولاده وحضر السلطان عزاءه بجامع دمشق .
شرف الدين أبو الظاهر .
محمد بن الحافظ أبي الخطاب عمر بن دحية المصري ولد سنة عشر وستمائة وسمع أباه وجماعة وتولى مشيخة دار الحديث الكاملية مدة وحدث وكان فاضلا .
القاضي تاج الدين أبو عبد الله .
محمد بن وثاب بن رافع البجيلي الحنفي درس وأفتى عن ابن عطاء بدمشق ومات بعدخروجه من الحمام علىمساطب الحمام فجأة ودفن بقاسيون .
الطبيب الماهر شرف الدين أبو الحسن .
علي بن يوسف بن حيدرة الرحبي شيخ الاطباء بدمشق ومدرس الدخوارية عن وصية واقفها بذلك وله التقدمة في هذه الصناعة على أقرانه من أهل زمانه ومن شعره قوله