الشيخ الصالح .
أبو الحسن علي بن محمد بن كثير الحراني الحنبلي إمام مسجد عطية ويعرف بابن المقري روى الحديث وكان فقيها بمدارس الحنابلة ولد بحران سنة أربع وثلاثين وستمائة وتوفي بدمشق في العشر الاخير من رمضان ودفن بسفح قاسيون وتوفي قبله الشيخ زين الدين الحراني بغزة وعمل عزاؤه بدمشق رحمهما الله .
السيد الشريف زين الدين .
أبو علي الحسن بن محمد بن عدنان الحسيني نقيب الاشراف كان فاضلا بارعا فصيحا متكلما يعرف طريقة الاعتزال ويباحث الامامية ويناظر على ذلك بحضرة القضاة وغيرهم وقد باشر قبل وفاته بقليل نظر الجامع ونظر ديوان الأفرم توفي يوم الخامس من ذي القعدة عن خمس وخمسين سنة ودفن بتربتهم بباب الصغير .
الشيخ الجليل ظهير الدين .
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي الفضل بن منعة البغدادي شيخ الحرم الشريف بمكة بعد عمه عفيف الدين منصور بن منعة وقد سمع الحديث واقام ببغداد مدة طويلة ثم سار إلى مكة بعد وفاة عمه فتولى مشيخة الحرم إلى أن توفي .
ثم دخلت سنة تسع وسبعمائة .
استهلت وخليفة الوقت المستكفي أمير المؤمنين ابن الحاكم بأمر الله العباسي وسلطان البلاد الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير ونائبه بمصر الامير سيف الدين سلار وبالشام آقوش الأفرم وقضاة مصر والشام هم المذكورون في التي قبلها وفي ليلة سلخ صفر توجه الشيخ تقي الدين ابن تيمية من القاهرة إلى الاسكندرية صحبة أمير مقدم فأدخله دار السلطان وأنزله في برج منها فسيح متسع ! الاكناف فكان الناس يدخلون عليه ويتشغلون في سائر العلوم ثم كان بعد ذلك يحضر الجمعات ويعمل المواعيد على عادته في الجامع وكان دخوله إلى الاسكندرية يوم الاحد وبعد عشرة أيام وصل خبره إلى دمشق فحصل عليه تألم وخافوا عليه غائلة الجاشنكير وشيخه المنبجي فتضاعف له الدعاء وذلك أنهم لم يمكنوا أحدا من أصحابه أن يخرج معه إلى الاسكندرية فضاقت له الصدرو وذلك أنه تمكن منه عدوه نصر المنبجي وكان سبب عداوته له أن الشيخ تقي الدين كان ينال من الجاشنكير ومن شيخه نصر المنبجي ويقول زالت أيامه وانتهت رياسته وقرب انقضاء أجله ويتكلم فيهما وفي ابن عربي وأبتاعه فأرادوا أن يسيروه إلى الاسكندرية كهيئة المنفي لعل أحدا من أهلها يتجاسر عليه فيقتله غيلة فما زاد ذلك الناس إلا محبة فيه وقربا منه وانتفاعا به واشتغلا عليه وحنوا وكرامة له وجاء كتاب من أخيه يقول فيه إن الاخ الكريم قد نزل بالثغر المحروس على نية الرباط فإن اعداء الله قصدوا بذلك أمروا يكيدونه بها ويكيدون الاسلام وأهله